تقارير

رقيم علي العامري

المصدر

يوسف أبولوز

بأناقة، ودقة، وانتقاءات ذكية سواء للأسماء أو للأسئلة يحاور الشاعر علي العامري أربعة شعراء: عزالدين المناصرة، ومحمد القيسي (فلسطين)، وعبدالوهاب البياتي، وشوقي عبدالأمير (العراق)، كما يحاور ثلاث شاعرات: سلمى الخضراء الجيّوسي (فلسطين)، ماريا غريك غانادو (مالطا)، والشاعرة ناتالي حنظل المولودة في هاييتي عام 1969.
يعرف علي العامري جيداً المدخل الأول لكل شاعر، ولكل شاعرة، وبالتالي، من السهل عليه أن يحوّل الحوار إلى سرد أو إلى حكاية بعيداً تماماً عمّا يقع فيه الكثير من الصحفيين عندما ينقلون الحوار من معناه الفني الثنائي الجدلي إلى طبيعة الاستجواب الذي ينفر منه الشاعر، كما ينفر منه أي كاتب يجد نفسه أسيراً لمفاجأة السؤال، وارتباك الإجابة.
الحوار الصحفي الثقافي، أو، أي حوار آخر هو فن ولباقة وحضور بديهة، فضلاً عن كونه يقوم على جمع أكبر مادة حول من تريد أن تحاوره، وأن يكون المحاوِر قارئاً عميقاً للمحاوَر ومحيطاً بعوالمه، ومرجعياته، وحتى أحلامه، ومن هذه النقاط تحديداً يعرف علي العامري كيف يحاور شعراءه في هذا «النص الحواري العذب»، بل يجدر القول إن أفضل من يقرأ الشاعر هو الشاعر، وأكثر من يعرف مفاتيح الحوار معه.
عبدالوهاب البياتي كان يتجوّل تحت المطر مصغياً إلى نحيب الميازيب، ويقول إنه غالباً ما كان يخرج من حدود بغداد باتجاه البرية، بعيداً عن ضوضاء المدينة. كان يخرج مخترقاً مقابر الشيخ أحمد الغزالي (شقيق الإمام الغزالي)، وكان يقرأ شواهد القبور، وكثيراً ما كان يُعدّل بعض الشواهد الساقطة أو المائلة، ويقطف بعض الأزهار البرية ويضعها على القبور.
الشاعرة سلمى الخضراء الجيوّسي تؤكد اعتماد دانتي في «الكوميديا الإلهية» على الإنتاج الأدبي العربي الإسلامي، وأوضح ذلك، كما تقول، الراهب الإسباني ميجيل آسين بلاثيوس عام 1919.
الشاعر عزالدين المناصرة يتحدث عن صديقه الروائي والشاعر الأردني تيسير سبول يقول «زارني تيسير سبول عند الساعة العاشرة صباحاً، وأطلق رصاصة على رأسه عند الساعة الثانية والربع 15/11/1973».
الشاعرة ماريا غريك غانادو تقول إنها ما زالت تشعر بقشعريرة في بعض الأحيان من الاستعارة اللغوية للقمر الأحمر والبرتقالة والحلقات المحمّرة في الجسد الأبيض تحت الكوع، أما الشاعر محمد القيسي فيتحدث عن أمّه، ويقول إنها كانت ترى أن الشعر عيب، وكانت تعتقد أن الشاعر هو ذلك الرجل الذي يحمل ربابة وينشد مقابل بعض القروش. يقول شوقي عبدالأمير إن محمود درويش قال له ذات يوم إن شطر المتنبي «على قلق كأن الرّيح تحتي» يوازي كل شعره، والشاعرة ناتالي حنظل حنينها يغطي أربع قارّات.

yabolouz@gmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here