تقارير

راشد.. باقٍ في القلوب

المصدر

ابن الديرة

شريك الاتحاد، ورفيق درب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، هو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم- طيّب الله ثراهما- الشريك الفاعل في اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب الفضل الأول فيما وصلت إليه إمارة دبي من تقدّم مبهر وتطوّر، تُنافس به أكثر مدن العالم تطوراً وتقدماً.
في عام 1958، حكم إمارة دبي، هذه المدينة التي كانت في ذلك الوقت، كثباناً رملية، يحيط بها البحر من بعض جوانبها، فيضطر أهلها في أشهر الصيف الحارّة التي تمتد إلى ستة أو سبعة أشهر أحياناً، إلى الرحيل و«المقيظ»، في أماكن أقل حرارة، في أماكن مجاورة.
أدرك هذا الرجل بحكمته وحنكته ورصانته، ورأيه السديد وفطنته، أن قيادة هذه الإمارة، تحتاج إلى تركيز عالٍ، فكان له ذلك طوال اثنين وثلاثين عاماً، حكم فيها دبي، حتى رحيله، رحمه الله، عام 1990.
فصبّ، خلال هذه الأعوام، جلّ تركيزه على تنمية الإمارة وتطوير بنيتها التحتية، لتصل إلى ما وصلت إليه، وليتسلّم أبناؤه، خير خلف لخير سلف، العمل لإكمال إنجازاته في البنية التحتية والمشروعات الريادية المختلفة وخطط التطوير.
فقد ارتأى، رحمه الله، أهمية إنعاش قطاع التجارة في دبي، فتحولت المدينة على يده من ميناء صغير إلى مركز تجاري عالمي. كما عُرف بتواضعه ومتابعته لأمور المواطنين عن كثب.
ومع ذلك كلّه، عمل الشيخ راشد، جنباً إلى جنب ويداً بيد، مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، لتحقيق حلم الاتحاد الذي أصبح حقيقة عند إعلان تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر عام 1971.
لقد قضى الشيخ راشد حياته في خدمة أمته ووطنه، وبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق الخير والرخاء والاستقرار للمواطنين، وشهدت الإمارة خلال مسيرته، إنشاء الطرق والجسور التي تربط شطري الإمارة، وتوسيع خور دبي، كما عمل على تعزيز موقعها التجاري.
اليوم، تمرّ ذكرى رحيله، الثلاثون، مملوءة بعاطر الذكر الممزوج بالأسى، لفقد هذا الرجل الكبير، لكن لا رادّ لقضاء الله، ونقول مع صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: إن الشيخ راشد كان عاشقاً لإمارة دبي، مخلصاً للاتحاد، رحل بهدوء بعد أن ملأ الدنيا ضجيجاً بأعماله.
ومع سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، الذي يقول إن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد، طيب الله ثراه، كان صاحب رؤية ثاقبة وطموحات لا تعرف المستحيل.
رحم الله راشد.. الرجال أمثاله يبقون خالدين، بخلود إنجازاتهم.

ebnaldeera@gmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here