محمد ناصر العطوان

خواطر صعلوك

ديك الحكومة.. تأملات شخصية!

تخيّل معي عزيزي القارئ أن هناك خروفاً من أملاك الدولة، تتم رعايته وإطعامه يومياً بأجود أنواع الحبوب والأعلاف، وكل وجبة يحصل عليها الخروف مع شروق الشمس تعزّز عنده الاعتقاد أن تقديم الوجبات ظاهرة طبيعية مثل شروق الشمس، كما تتكون عنده قاعدة حياتية وهي أن الشمس تشرق في بداية النهار، وفي منتصفه يعتقد أنه يحصل على وجبته التي هي حق من حقوقه.

ثم يأتي العيد – وكل عام وأنتم بخير – وتنهار كل استقراءات الخروف المعرفية، ويكتشف أن الوجبات التي كانت تُقدم له لا علاقة لها بالظواهر الطبيعة بمقدار ارتباطها بالمناسبات الدينية والسياسية والاقتصادية… ويُوضع على السفرة دون أن ينطق بكلمة وعيناه تنظران في الفراغ!

قصة قصيرة رسالة إلى معالي رئيس مجلس الأمة

لنذهب الآن خطوة أبعد، وتخيل معي ديكاً أحمر بربرياً من أملاك الدولة أيضاً، يصيح كل يوم مع شروق الشمس، ويصيح أربع مرات كل دورة برلمانية حول نفسها، فتعزز عنده الاعتقاد أن الشمس لا تشرق إلا عندما يصيح كل يوم، وأن الدورة البرلمانية لا تكتمل ألا بصياحه الموسمي.

وقد أصدر الديك أخيراً كتاباً، ضم فيه كل ما كتبه في الفيسبوك وتويتر على مدى الثلاث سنوات الأخيرة حول الصياح الدائري، وهذا لأنه ديك مثقف ولديه أطروحات مثل «الدورة البرلمانية حول نفسها وعلاقتها بدوران الشعب حول المؤسسات، وأثر ذلك على عجلة التنمية المستدامة»، وكما تلاحظ في الأطروحة أنها دائرية، لذلك فقد دارت الدوائر، وفي أحد الأيام وقبل صياح الديك، أُخذ في غفلة من الليل وتم وضعه على سُفرة أحد كبار الزوار الذي يعشق أكل الديكة المثقفة… وبينما كان يُنازع الديك في روحه، ظهرت أمامه لوحة فيها يقف الشعب شامخاً، كلهم في الصفوف الأولى، غير عابئين بالخطر المحيط، ولا بالأخطار المحتملة…ولا به هو شخصياً… ثم اكتشف أنه من الديكة التي تبني قناعاتها على مشاعرها وليس أفكارها، فيطالب بحق التفكير للآخر، ولكن دون أن يستخدم هذا الحق.

ربما تتساءل عزيزي القارئ عن الدرس المستفاد من هذا المقال… في الواقع لا أدري، فقد كتبت بحالة التداعي الحر دون أن أفكر في النهاية، ولكن بما أنك مُصر على نهاية ما… فلتكن مشيئة الله حاضرة معنا.

لا تكن خروفاً أو ديكاً… وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله… أبتر.

@Moh1alatwan

الأكثر قراءةيومياسبوعي