أرشيف

حصة في الأخلاق

المصدر

التعليم هو المصدر الأول لتلقي الوعي والتوجيه وأساسه، ولا شك أن الأخلاق من أهم ما يجب زرعه في الطلاب وأهم ما يغرس في التربية فهي لا تقل أهمية عن تلقي العلم نفسه، بل إن اسم الوزارة يحمل مفردة التربية في يوم ما، ومع ذلك لا نجد أي تناول لموضوع الأخلاق بهذا الاسم، فلا بد أن تبرز كاسم ولا نكتفي بإبرازها من خلال توجيهات متناثرة في الكتب الدراسية، وليس المقصود بذلك تدريس فلسفة الأخلاق، أو التذكير بالقيم والمبادئ مجردة مثل أهمية الوفاء وضرورة الصدق، أو عرضها من خلال التعاليم الدينية، وإنما تناول سلوكيات يومية دارجة بين الناس في الأسرة أو العمل أو غيرها وإعطاء الطريقة المثلى في التعامل معها أو ممارستها.
فمن هذه الأخلاق أخلاق التعامل مع المخالف في الفكر والمعتقد والعادات فالجهل بهذه الأخلاق هو نواة التطرف، والتطرف هو نواة الإرهاب والعنف. وكذلك الأخلاق بداخل العائلة بين الزوجين والإخوة ومع العاملين في المنزل، وكذلك أخلاق البيع والشراء، وأخلاق التعامل مع الموظفين أو المراجعين، وهذه تساعد في الرقي بأداء الموظف والعامل السعودي في القطاع الخاص. وكذلك أخلاق قيادة السيارات والتصرف الصحيح في حال الإساءة إلى الشخص في الطريق، وأخلاق علاقة الرجل بالمرأة أو العكس، وحجم التواصل بينهما وما هو المسموح به من عدمه في هذا التواصل، وكذلك معالجة تغير أخلاق الشخص بين المنزل والعمل ، ففي العمل لديه خلق وفي المنزل خلق آخر، وغيرها من الأمثلة أو الحالات التي يكثر الشكوى منها.
إن كان يصعب تدريس ذلك كمادة فلا أقل من تخصيص نصف ساعة أسبوعيا أو نصف شهريا لكل مدرسة، لتلقي هذه النصائح الأخلاقية بطريقة جذابة وعفوية بحصة نشاط أو غيرها، بدءا من المرحلة المتوسطة وانتهاء بالمرحلة الثانوية، وبذلك نحقق تقدما هائلا في مجال الممارسات الأخلاقية، فحينما يستمع الطالب لهذه النصائح طيلة ست سنوات في وقت نشأته، ويشب عليها فلا شك أنها ستؤثر فيه بالإيجاب، بدلا من تركها للمناصحين في السوشل ميديا أو في دراما مختلة، أو أصدقاء غير موثوقين.
Next Page >

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here