أرشيف

بيعة فرد جماعة ومجتمع

المصدر

في مثل هذا الوقت من كل عام، نجدد البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في عامنا السادس من عهد والدنا سلمان بن عبدالعزيز، نجدد الولاء لقيادتنا الحبيبة بمشاعر صادقة وولاء تام، ودعوات بأن يحفظ الله لنا هذا الوطن وقيادته، وأن يديم علينا أمننا وأماننا وشموخنا وعزنا..
الافتتاحية السابقة كانت تأكيدا للبيعة بشكل رسمي وبإطار عام، ولكن تفاصيل العهد والميثاق والولاء لا بد أن يكون له عمق أكبر نصنع من خلاله مبايعة عملية تستمر على مدار الوقت؛ لتترجم كل تعابير الولاء إلى أفعال ومنجزات تجعل هذا الوطن والقيادة التي نبايعها بحب تفتخر بنا وتشعر بصدق مبايعتنا، أفعال تساهم باستمرارية علو هذا الوطن الذي يحتضننا كشعب يعشق تراب هذه الأرض.
الكتابة عن منجزات الوطن وما حققه من نجاحات بعزم قوي وهمم تعانق السحاب مهم جدا للتذكير الذي يمنحنا شعورا بالنشوة التي تروينا إلى آخر قطرة لذة بالانتماء لهذا الوطن كأحد أفراد شعبه، وحلو استشعار نعمة كوني أو كونك – سعودي – لنعلو بها ونرفع رأسنا بشموخ.
منجزات الوطن خلال الست سنوات الماضية ليست بالأمر الجديد ولا الغريب، هي نجاحات واضحة وضوح الشمس، الحديث عنها لا تكفيه مجلدات من مقالات، لذلك فمن حق الوطن علينا كما نتداول منجزاته ونحن نجدد بيعتنا، من حقه علينا أن نتذكر ونذكر أنفسنا بما يجب علينا أن نفعل كأفراد وجماعات تكون شعب هذا الوطن لنصنع مجتمعا فعالا لنهضة نستحقها كسعوديين قيادة وشعبا.
ما سأكتب عنه في هذه المناسبة الغالية هو كيف تكون مبايعات الفرد والجماعة والمجتمع التي يتشكل منها الشعب.
مبايعة الفرد تكون بوعي تام أن المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العالمية، والتي هي طبيعية كتغير حتمي حتى تستمر الحياة، تحتم علينا قبول تغيرات في مجتمعنا يجب أن نستوعبها جيدا ولا نقف كحواجز صد في وجه انطلاقها، ما دامت ستعود بالنفع علينا كشعب يسكن وطنا له قيادة ترى هذه التغيرات من أفق أوسع بكثير من الزاوية التي نراه منها كأفراد، لذلك علينا أن نثق بهذه القيادة وبكل تغير تراه مناسبا لنا، علينا أن نمهد بوعي طرقات الفكر والتفكير لتقبل اجتماعي يستوعب هذه المتغيرات ويفتح لها أبواب القبول والعمل على إنجاحه، ونحن على ثقة أنها لن تمس ثوابت ولن تتجاوز أسوار الخصوصيات التي يحرص عليها بشدة صناع القرار وقادة التغير.. وأننا إن آمنا بذلك وتشربناه فكرا فرديا إيجابيا انتقلنا إلى المرحلة الأكثر اتساعا وهي مبايعة الجماعات التي تتكون من تفاعل بشري يربط مجموعة من الأفراد (اثنين أو أكثر) يتفاعل أفرادها مع بعضهم ومن تفاعلهم تتكون معايير وقيم وأهداف ديناميكية تبقي حية ما بقيت الجماعة، الأفراد هم بذور هذه الجماعات سواء صغيرها أو كبيرها، والأسرة هي من تسقي هذه البذور من الصغر بمنهج فكري وثقافي وقيمي يغذي تلك العقول والقلوب بحب هذا الوطن كقيمة أساسية بعد حب الله والولاء له والسمع والطاعة لقيادته بإيمان ثابت راسخ ووعي تام بأن الفكر الذي نزرعه في عقول الأفراد، والحب الذي نبذره بقلوبهم سيطرح جماعات كثيرة تكون الموارد البشرية اللازمة لبقاء المجتمع الأكبر قويا فتيا شامخا، وهذا سيتحقق بقوة ما دامت تلك الجماعات التي وزعتها الحاجة المجتمعية على مؤسسات الوطن وقطاعاته المختلفة تعمل بإخلاص وعطاء وتمكن ودقة وإنجاز، يربط بينها روح الجماعة التي تنصهر فيها الأنا، في وعاء نحن؛ لتشكل لنا أفرادا وجماعات لهم هدف عام هو خدمة هذا الوطن بإخلاص وجد ومثابرة وعطاء، مخرجاته تحقق أهدافنا الفردية والجماعية، وبهم يتكون المجتمع الأكبر الذي يكون شعبا ذا وعي عميق بأهداف هذا الوطن وأولوياته، شعب بعطاء غزير وإنجازات عظيمة تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وهمم حتى القمم يحركها الحب والولاء للمملكة العربية السعودية وطن العز والفخر، ولقيادتها التي سلمناها القلوب بنبضها حبا وكرامة وولاء.
في يوم تجديد البيعة.. نحن على قلب واحد ننطق بلسان واحد لنجدد مواثيق الولاء والانتماء لهذه القيادة وهذا الوطن، وليرى العالم كله حبنا لهذه الأرض وهؤلاء القادة..
ومن قبل ومن بعد نحن نجدد البيعة فعلاً وعطاء على مدار العمر لوطننا الغالي وقادتنا الذين نسأل الله أن يديم عزهم ويعزنا جميعا تحت سماء هذا الوطن، ويجعلنا عونا لهم.
Next Page >

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here