أرشيف

الدرس القديم الذي لم تفهمه تركيا اليوم

المصدر

الناضجون فكرا، والعميقون تأملا، والحكماء تعاملا، هم أولئك الذين يقرؤون تأريخهم الماضي، ويشخصون الأخطاء الذي أثرت فيهم سلباً، ليستفيدوا منها في حاضرهم، كي لا يقعوا في الخطأ الذي وقع فيه أسلافهم، ويسقطون اليوم كما سقط أولئك بالأمس.
تركيا أو الأتراك كانت لهم حضارة ودولة قديماً في أوروبا صنعها لهم العرب، وانتهت تلك الحضارة وضعفت تلك الدولة وتخلفت بسبب اتجاه الأتراك للهيمنة والسيطرة على المنطقة العربية، وهو الذي جعل دولة الأتراك تخسر مساندة العرب لتضعف وتتلاشى شيئاً فشيئاً حتى سقطت.
العرب هم من أوصل الإسلام إلى تركيا، وهم من وسعوا عمليات الفتوحات في الأندلس حتى ثبتوا ركائز دولة قوية للأتراك تسيطر على مساحة واسعة من أوروبا، إلا أن الأتراك لم يراعوا جميل أحفاد الصحابة، فاتجهوا نحو السيطرة على جزيرة العرب وموطنهم، غزاةً محتلين، ليغتصبوا أرض من حرر لهم أرضهم ويقفوا ضد من وقف معهم.
توجه الأتراك نحو احتلال المنطقة العربية جعل دولتهم تخسر المساندة العربية، وأضعفها في المنطقة الأوروبية، مما جعلها غير قادرة على مواجهة الزحف القادم من اتجاه أوروبا، وأثار انتفاضة تحرير ضدها في المنطقة العربية، مما جعلها تسقط وتخسر أوروبا والمنطقة العربية وتنتهي في عقر دارها.
كان الأحرى بالأتراك أو الدولة العثمانية أن تركز على توسيع نفوذ دولتها في المنطقة الأوروبية ولا تتجه نحو المنطقة العربية، إذ لو فعلت كذلك لظلت قوية ومتماسكة ومسيطرة ولما سقطت وانتهت.
قيادة الدولة التركية اليوم يجب أن تفهم ذلك الدرس جيداً، وتكف عن نظرتها ومطامعها المتجهة نحو المنطقة العربية، ويجب أن تعي أن العرب اليوم يفهمون الدرس الذي حصل لأجدادهم بالأمس من قبل الاحتلال التركي، وهو ما سيجعلهم يقفون بقوة ولن يمكنوا الترك من وطأة أقدامهم، فليفهم إردوغان أن عرب اليوم أكثر وعياً من عرب الأمس بمخططات الأتراك، وأن تركيا ستسقط أمامهم وتهزم وتنكسر لا محالة.
يجب على تركيا وقيادتها أن تحترم العرب وتكف عن التدخلات في شؤونهم وتتوب من ممارسة دورها التخريبي في منطقتهم.
يجب أن تكون بموقف محب الخير لهم، وإذا أرادت أن يكون لها دور تنموي أو إنساني أو أي مشاركة إيجابية فعالة، فعليها أن تتعامل بمبدأ استئذان واستشارة الكبير، ونصح الصغير.
يجب عليها استئذان واستشارة المملكة العربية السعودية كبيرة دول العرب وأم المنطقة العربية، ويجب عليها نصح قطر الصغيرة وحثها على العمل بما يخدم المنطقة العربية ووحدة الصف مع الجوار، بما يعزز مشروع التضامن العربي، لا أن تستخدمها بما يعيث الخراب والدمار في المنطقة العربية ويخدم المشروع التركي وأمثاله من المشاريع التخريبية المستهدفة لأمن الجزيرة العربية واستقرارها.
Next Page >

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here