تقارير

اتحاد الفيزياء والتصوّف

المصدر

عبد اللطيف الزبيدي

هل هذا تجديد عهد لمقولة الفيزيائي الراحل ستيفن هوكينج: «إن فيزياء المستقبل هي الميتافيزيقا»؟ عالم الرياضيات والفيزياء، البريطاني السير روجر بنروز، الذي حاز جائزة نوبل في الفيزياء 2020،لأعماله الرائدة في الثقوب السوداء، أثار موضوعاً مُثاراً منذ بضعة عقود،وإذا به كأنه يثيره أوّل مرّة. قال: «إن الانفجار العظيم ليس بداية الكون، فقد كان قبله كون آخر».

هذا محور جوهري في الخلاف بين النسبية العامّة وفيزياء الكمّ. بإرجاع توسع الكون إلى الخلف تزداد الكثافة وترتفع الحرارة إلى مستويات لا وجود فيها للجاذبية، لأن المادة في حرارة مليارات مليارات الدرجات المئوية، تفقد خصائصها، تكون القوى الأربع واحدة. في تلك النقطة التي تحوي كل مادة مجرات الكون اليوم، لا وجود لشيء من قبيل صفر مادّة. ما يحدث هو أن الانضغاط عند تلك النقطة التي ليست صفراً، ينجم عنه انفجار عظيم. ههنا يرى بعض الفيزيائيين أن الكون قد تكون سبقته أكوان أخرى، كل واحد عمره خمسين مليار سنة تقريباً.هذه الآراء ردّدها فيزيائيون كثيرون، وجاء رفيق درب هوكينج، ليثير بها عواصف غبار كونيّ. لعله يريد أن يشحن الإمبراطور بالأمل، في أنه إذا أخفق في انتخابات نوفمبر، فسوف تكون له فرص كثيرة في أكوان أخرى.

يبدو أن لفظ «أزل» في أشعار العرفاء أيسر تخيّلاً حين يطرحه الفيزيائيون، فهؤلاء ليسوا أهل شطحات. جنابك تدرك معنى الخمسين مليار سنة كإيقاع زمني. من بين سيناريوهات نهاية الكون أن التوسع عند نقطة ما ينقلب إلى انكماش، إلى أن يصل إلى النقطة التي ليست صفراً فيحدث بيج بانج آخر.

اللعبة الأطرف، هي أن الصوفيين يتجلّون إلى حدّ يشبه رؤية الحقائق عياناً، في حين توصل العلوم الرياضية والفيزيائية العلماء إلى بحار من الحيرة على طريقة: «يا من يحار الفهم في قدرتك»، فتغدو معادلاتهم لا تروي ظمأهم إلاّ إذا امتزجت بالتجليات. هو ذا السير بنروز في آرائه في الدماغ البشري وتشابكاته العصبية، يرى أنه يحوي أشياء غير خوارزمية، هي المسؤولة عن الإلهام والإبداع والأفكار الخلاّقة.

لزوم ما يلزم: النتيجة الروبوتية: بنروز بهذا يكاد يجزم بأن الإنسان الآلي لن ينافس الإنسان. لكن، ماذا إذا عانق الذكاء الاصطناعي البيولوجي؟

abuzzabaed@gmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here