أرشيف

مجتمع صديق للمسنين

المصدر

احتفل العالم في مطلع شهر أكتوبر بيوم المسنين، فمن هو المسن؟
المسن حسب تعريفات الكتب والمنظمات الصحية هو من تجاوز عمره الستين، وفي أقوال أخرى من تجاوز الخامسة والستين عاماً.
كل ما نعرفه عن حقوق المسنين هو الاحترام والتقدير وتقديم المساعدة عند الحاجة، ولكن المسنين ماهم إلا أولئك الشباب الذين صنعوا حياة الآخرين فُسلبت منهم حياتهم، ليجدوا أنفسهم خارج حسابات الآخرين، المسن الذي وصل إلى سن التقاعد حان له أن يعيش حياته كما يريد دون قيود الوظيفة ومسؤوليات الصغار، فالصغار قد كبروا وغالباً استقلوا.
لدينا في السعودية قرابة مليون وثلاثة آلاف مسن أي مايعادل 5% من إجمالي السكان، فماذا أعددنا لهذه الفئة المهمة من المجتمع؟ ماهي المرافق التي تهتم بهذه الفئة وهل يلبي المجتمع احتياجاتهم النفسية والبدنية؟
حسب النظام فإن الدولة تتكفل بحق المواطن وأسرته في حالة الطوارئ والمرض والعجز والشيخوخة وتدعم نظام الضمان الاجتماعي، وتشجع المؤسسات والأفراد على الإسهام في الأعمال الخيرية، ولكن كمجتمع كيف نتعامل مع هذه الحقوق وكيف نحققها، مثلاً في يوم المسنين العالمي ماذا حدث؟
هل تبنت إحدى الجهات الترفيهية دعوة كبار السن نساءً ورجالا واحتفلت بهم أو قدمت لهم الهدايا، هل أُختص هذا اليوم بتخفيضات لمشتروات كبار السن وهداياهم كيوم الأم مثلاً، بحيث تكون هناك عروض مخصوصة للمسنين، فليس كل كبار السن أمهات وآباء، بل منهم من لم يُرزق بأبناء، أو ليس له عائلة لسبب أو لآخر، فيكون ذلك اليوم كل المجتمع عائلته.
نحن لا نختزل حبنا وتقديرنا للكبار في يوم بل هو لهم طوال العمر، ولكن هذا اليوم ليكون احتفالاً بهذا الحب.
هل هناك أماكن ترفيهية أو أندية خاصة بالمسنين يجتمعون فيها، يتحدثون ويستفيدون من الأنشطة الثقافية والبدنية المتاحة في المكان ويقضون وقتاً ممتعاً فيها، وهذه الأماكن ليست حصراً على الرجال بل للسيدات أيضاً، مكان ترفيهي للسيدات المتقاعدات يقدم المشروبات والأطعمة والاستشارات الصحية والنشاطات الرياضية، كان فكرة مشروع طبيبات من دفعتي، لم يتحمس أحد لفكرتهن فصرفن النظر عنه.
إذا لم يستمتع الكبار بوقتهم بعدما أكملوا مسؤولياتهم فمن يستمتع! أتذكر إحدى المُحبطات قالت (خليها تقابل سجادتها أولى)! وغيرها يردد (بعد ماشاب دخل الكُتّاب).
الحياة الحقيقية تبدأ بعد المشيب لأن ما قبلها مضى من أجل أن يعيش هذه المرحلة من حياته براحة. أتذكر دعاء أمي (اللهم هب لي من قوتي لضعفي).
هناك كثير من المتقاعدين المسنين ما زال لديهم قدرة على العطاء، فمن الجيد أن نوفر لهم أعمالا تناسب قدراتهم للاستفادة من خبراتهم ولزيادة دخلهم، بالذات أن معظم رواتب المتقاعدين لا تتماشى مع تكاليف الحياة اليوم. يجب تغيير نظرتنا لكبار السن من فئة مهمشة غير مُنتجة، إلى فئة ذات خبرة لا يمكن الاستغناء عن خدماتهم وإن أصبحوا خارج الخدمة.
من الصعب أن تشعر أن كل شيء حولك لا يناسبك، وتؤمن بمبدأ أنها (راحت عليك) كما يقول البعض، فالصحة النفسية لكبار السن جداً مهمة لجودة حياتهم، ولن تتحقق هذه الصحة إلا إذا تحقق مفهوم (مجتمع صديق للمسنين).
Next Page >

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here