ثقافة

علاقة اللغة بالجنوسة

المصدر

الكتــــــاب: علاقة اللغة بالجنوسة
المؤلف: عبدالنور خراقي
الناشــــــر: المجلة العربية، الرياض، 2012

يندرج هذا الكتاب ضمن تخصص فتي يبحث في طبيعة الفوارق اللغوية بين الرجل والمرأة، وعن الأسباب التي غذت هذه التباينات اللغوية، إن علاقة اللغة بالجنوسة تستأثر حالياً باهتمام الدارسين على اختلاف مرجعياتهم المعرفية من لغويين وفلاسفة، وعلماء اجتماع وعلماء نفس وغيرهم، كل واحد من هؤلاء يحاول تقديم تفسير مقنع بشأن الأسباب التي ولدت الاختلاف بين المرأة والرجل على مستوى طريقة كلامهما وتخاطبهما. ومن أهم التفسيرات التي تم اعتمادها في هذا المجال نذكر مقاربتي الهيمنة والاختلاف وهي تفسيرات لغوية اجتماعية في مجملها.
يشتمل الكتاب بين جنباته على أربعة فصول موزعة على جزأين بالترتيب التالي، يتناول الجزء الأول الجانب النظري للبحث ويتضمن الفصل الأول الإطار النظري لعلاقة اللغة بالجنوسة، بينما يلقي الجزء الثاني الضوء على الجانب التطبيقي للبحث متضمناً ثلاثة فصول. ويعطي الفصل الثاني تصوراً عاماً عن عبارات الإطراء والجنوسة، بينما يشرح الفصل الثالث بالتفصيل عبارات الاعتذار والجنوسة، ويلقي الفصل الرابع الضوء على عبارات المساومة والجنوسة، ونجد في نهاية الكتاب خاتمة.
ويجادل يحيى بن الوليد في مقالة أكاديمية حول ارتباطات مصطلح الجنوسة أو التباساته المتعددة في الثقافة العربية أو في دراسة نماذج عربية، بقوله: فإنه لا بأس من أن نشير إلى ارتباط مفردة الجنوسة بمواضيع أخرى من غير موضوع الإسلام كما قد يستخلص من العناوين الثلاثة الأخيرة. ويكفي أن نشير، هنا، إلى ما فعلته الشاعرة والباحثة الأردنية زليخة أبو ريشة في كتابها الذي يعدّ الأوّل من نوعه في العربية بخصوص موضوعه، والمقصود كتابها: (اللغة الغائبة: نحو لغة غير جنوسية) (1996) الذي سعت فيه إلى التأسيس كما قيل في التعريف بالكتاب لعلمٍ جديد في الثقافة العربية من منظور (النقد اللغوي النسوي أو الجندري). وغير بعيدٍ عن اللغة يمكن أن نحيل على عنوان المترجم والباحث المغربي (في قضايا اللغويات الاجتماعية والعلوم الإنسانية) عبدالنور خراقي (علاقة اللغة بالجنوسة: مقاربة تداولية اجتماعية) (2012). ومن المفيد التذكير، هنا، أنه كثيراً ما تمّ ترسيخ الهيمنة الذكورية من خلال اللغة. وقد حصل ذلك في فضاءات البيت وفضاءات التعليم وفي الفضاءات العامة بصفة عامة. والنصوص والعبارات والمفردات، التي يتمّ بواسطتها، وفي أشكال من التواصل والتداول، توجيه الخطاب، ولغاية (الضبط الاجتماعي)، عبر (نحو ذكوري)، متناسلة وعديدة.
ويقف ابن الوليد حول المصطلح وهذا ما يعطل كل محاولة دراسية في تفتفة نظرية بقوله: يبدو جلياً، من خلال التعدّدية الترجمية، أن نقل مصطلح (الجندر) من الأصل الإنجليزي إلى اللغة العربية لا يخلو من مشاكل متعدّدة. والمسألة ذات صلة بسياقٍ معرفي وفكري أوسع يمكن تأطيره في إطار من موضوع (النظرية المهاجرة) أو (المرتحلة) أو (المسافرة) أو (النازحة) (Traveling Theory) تبعاً لـ(صراع الترجمات). وهو الموضوع الذي كان إدوارد سعيد نفسه قد خصَّه بمقال شهير، حمل العنوان نفسه، ونشره أّوّل مرة العام 1982 وبعد ذلك ضمّه إلى مقالات (العالم والنص والناقد) الذي ظهر في العام نفسه. ولكي ترقى النظرية إلى مصاف النظرية المهاجرة لا بدّ من أن تخضع لدروس تجربة الثقافة المتقبِّلة للنظرية.

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here