ثقافة

تأليل الإنسان!!

المصدر

مثل كل الناس، كنتُ فيما مضى أستطيع أن أدخل البقالة، وآخذ مشترياتي، وأجمع قيمتها في رأسي، وأحاسب البقال وأمضي في سبيلي، كنتُ أحفظ رقم هويتي، ولوحة سيارتي، ورقم هاتف والدتي، وأقاربي، وأصدقائي، ومن يعز عليّ، كنتُ أستطيع أن أتذكر عام تخرجي من الابتدائية والثانوية، كنتُ أحفظ "عن ظهر قلب" تقريبًا كل ما يهمني أو يلفتني، وحينها لم يكن في جيبي هاتف محمول يعمل لحسابي كسكرتير نابه، وإن شئت كلصّ أو جاسوس يدوّن كل حركاتي وسكناتي وحتى خطواتي ليتاجر بها في سوق التطبيقات، كما لم يكن في متناول يدي "جوجل" لأسأله كلما غصّتْ ذاكرتي في بيت شعرٍ نسيت عجزه، أو معلومة التبس عليّ أمرها، ليمطرني بآلاف المعلومات في كل ما قيل أو كتب عنها، باختصار.. كنتُ أشعر أنني إنسان طبيعي وبشري من لحم ودم، وذاكرة زئبقية كمؤشر سوق البورصة.

عن مصدر الخبر

المصدر

سعورس

Ads Here