تقارير

الفقر والعبودية في الجنوب الأمريكي

المصدر

عقب سلسلة أعمال عنف أمني كان ضحيتها مواطنون سود، فرض النقاش حول العنصرية كموضوع محوري في حملة الانتخابات الرئاسية. لكن على عكس الصخب الذي أثاره في المدن الكبرى، يأخذ الأمر شكلاً خاصاً في الجنوب العميق.

يقول بورس والتون رئيس مجلس نواب مقاطعة جيفرسون: «نعرف أن العنصرية موجودة، لكننا لا نشعر بها فعلياً، لأننا في منطقة بها أغلبية من السود». ويضيف: «لا نشعر كثيراً بأثرها، إلا على المستوى الاقتصادي».

يشعر هذا الجيب الديمقراطي في ولاية جمهورية- لم يصوت سوى 12% من السكان لدونالد ترامب عام 2016- بأنه مهمل. ويقول والتون: «لا نلقى إلا قليلاً من الدعم الفيدرالي ومن الولاية».

مع ذلك توجد احتياجات عدة واضحة، مع تراجع الزراعة منذ عقود وعدم استبدالها بأي صناعات، باستثناء مصنع خشب. لإيجاد عمل، على أغلب السكان قطع مسافة ساعة ونصف إلى جاسكون، أكبر مدن الولاية، أو حتى لويزيانا على الضفة المقابلة لنهر الميسيسيبي، لذلك هناك عدد كبير من العاطلين عن عمل.حرم الأمريكيون من أصل إفريقي فترة طويلة من حق التصويت في «الجنوب العميق» نتيجة قوانين تمييزية وضع حد لها في الستينات نتيجة النضال من أجل الحقوق المدنية.

شارك روزفلت كرويل (70 عاماً) في هذا النضال خلال شبابه، ويأسف اليوم لأن التقدم السياسي لم تتبعه تطورات على المستوى الاقتصادي.

تقول جيسيكا كراوفورد من منظمة «أركيولوجيكول كونسرفنسي» (الحفظ الأثري)، التي تعمل على كشف بقايا جثث العبيد الذين احتجزوا في مزارع في المقاطعة: «ليس من السهل أبداً أن يملك أمريكيون من أصل إفريقي الأراضي».

عقب هزيمة ولايات الجنوب في الحرب الأهلية عام 1865 حرر العبيد، لكن أبقاهم ملاكهم السابقون في الفقر عبر نظام تأجير أراض استغلالي، وفق ما تشير الباحثة الآثارية.

وعندما صارت الزراعة أقل مردودية، غادر السكان البيض، وتركوا السكان الأفقر ليواجهوا مصيرهم. وتوضح كراوفورد، أن نظام العبودية لم يختف فعلياً، لقد تطور وتغير، لكنه لا يزال واضحاً جداً اليوم.

مع وجود أقل من 250 إصابة وخمس وفيات من إجمالي سبعة آلاف ساكن، لا تعيش المقاطعة وضعاً صحياً سيئاً. ويبرر النائب المحلي كيري بري ذلك بعدم وجود مكاتب وشركات، ويعلق ساخراً: «كنا نطبق التباعد الجسدي أصلاً».

لكن تزايدت البطالة، وحرم إغلاق المدارس كثيراً من التلاميذ من وجبات الغداء. تقول آني مور الموظفة في مركز طبي محلي: «كنا نوزع نحو 50 حزمة مساعدة غذائية يومياً قبل الجائحة، وصرنا نوزع 200».

نتيجة الحجر، فقدت جيني بيمر وظيفتها في مجال الطاقة النووية. وتحصل منذ ذلك الوقت على مخصصات البطالة غير الكافية لتغطية المصاريف الأساسية.

(أ ف ب)

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here