أرشيف

الشوق إلى البيت

المصدر

أغلق باب البيت
وظل يراقب خطوات المارة
بائعة الجرجير ترش رذاذ الماء
وتخشى ألا يسقط فوق الأوراق
لكي يمنحها بعض حياة
ها هي ذيِ بائعةُ الليمون تحركه
كي ما تظهر ما يكشف عن ندرتهِ
أصوات الباعة
غطت ما حاول أن يخفيه من ربكتهِ
شعر بفرح غاب طويلاً
فتماسكَ
نظر إلى باب البيتِ
وودع من فيه
وأودعهم كخبيئة
عند قدير يحفظهم
نظر إلى ساعتهِ
وشعر بأن الوقت يمر سريعاً
فارتشف بقايا قهوتهِ
ودعه النادلُ
واستقطع بعض جنيهاتٍ
وهو يحاول أن يتبسَّم
لم يغضبه
انطلق لكي يغرقه صخب الشارعِ
فلقد حن إليهْ
وتشوق
حتى شعر بأن دبيب خطى المارين
تعزف لحنا
لم يعرفه طيلة رحلته
أحس بأن معاندة الزمنِ
ستربكهُ
فتوخى الحذر بحيطتِهِ
وهو يطالع ما ألجمه من زهرات تتفتح
لم يعهدها فى مطلع رحلته
فأحس برجفات القلب
وبزغللةٍ
وبماء يغرق جبهته
فاستل شجاعته
كي يخطو دون تعثرهِ
فانتبه لسيدة كانت ترقبهُ
فاستقرأ من بسمتها
ما كانت تخفيه من شفقات
حين أحس بها
حاول أن يخفي ربكتهُ
ويلملم كل مشاعرهِ
ويحبسها في أقفاص الصدرِ
ويسارع في خطوتهِ
فلقد حن لبيت غادرهُ
مكتفياً بدقائق
حاول أن يشعر فيها
واستجمع كل مشاعره
كي يفرغها
حين يعود إلى غرفته

محمد الشحات – مصر

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here