أرشيف

«الذكاء الاصطناعي».. الداعم المستقبلي للعمل الإعلامي

المصدر

أكد مختصون أهمية الذكاء الاصطناعي في العصر الحالي؛ كونه أحد أنواع العلوم الحديثة التي انتشرت على نطاق واسع في السنوات الأخيرة، ولأنه دخل في كثير من المجالات الصناعية والبحثية، وعلى رأسها الروبوت والخدمات الذكية للحكومات والشركات، مشيرين إلى أهمية مواكبة مستجدات تقنيات الإعلام على المستوى العالمي، ونقل التجارب العالمية من تقنيات ووسائل وأساليب حديثة في مجال الإعلام بما يسهم في تحقيق الريادة الإعلامية لدول مجلس التعاون، من خلال استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك في ندوة، أقامها جهاز إذاعة وتليفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، بعنوان: «الذكاء الاصطناعي في الإعلام»، عبر تقنية الاتصال المرئي، وأتيحت فرصة متابعتها من خلال البث المباشر على منصة «تويتر» عبر حساب جهاز إذاعة وتليفزيون الخليج GCCGRT@.
أدار الندوة المستشار والمتخصص في تقنيات الإعلام الاصطناعي عبدالله مغرم، وتحدث فيها كل من: الرئيس التنفيذي لمركز التدريب الإعلامي بسلطنة عُمان د. عبيد الشقصي، ورئيس تحرير إحدى الصحف الرقمية والمهتمة بصحافة الذكاء الاصطناعي د. ناهد باشطح، ومدير العمليات والتكنولوجيا في شركة أبو ظبي للإعلام أحمد المنهالي، والمختص في التسويق والإعلام الرقمي حاتم كاملي.
وتناولت الندوة عددًا من المحاور، تلخصت في: مفهوم الذكاء الاصطناعي، وواقع الذكاء الاصطناعي في الإعلام الخليجي والعالمي، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجالات الإعلامية واستخداماتها المستقبلية، وجاءت هذه المحاور بهدف الوقوف على أهم التوصيات والمقترحات التي تخدم العمل الإعلامي المرئي والمسموع.
شبكات التواصل
وتحدث د. عبيد الشقصي قائلًا: بالتأكيد أن للذكاء الاصطناعي أثره في المجال الإعلامي، حيث يقدم الخصائص التي تعتمد عليها البرامج الحاسوبية المختلفة، وتتماشى مع القدرات الذهنية البشرية في الأعمال المختلفة، ومن أهم تلك القدرات قدرة الآلة على التعليم واتخاذ القرارات الصحيحة، وإظهار النتائج بحسب ما تحددها الخوارزميات البرمجية، وهذا ما يتم اليوم من خلال تغذية الآلة بالمعلومات؛ لتقدم مخرجات إعلامية منوعة من إحصائيات وأخبار ومواد مرئية ومسموعة.
وأضاف: استخدم الذكاء الاصطناعي في شبكات التواصل لتحليل المحتوى الذي يطرحه المستخدمون وكشف توجهات الجمهور والأفراد، كما استخدم أيضا لإتاحة خيارات عدة لمستخدمي شبكات التواصل لتحديد ما يناسبهم في المتابعة بحسب رغباتهم المتفاوتة، وكذلك في جانب الضبط والرقابة لقياس وتحديد التوجهات، إلا أن الأبرز في تقنيات الذكاء الاصطناعي في الشبكات الاجتماعية هو تحديد الفئات المستهدفة، وتوجيه الرسائل الأنسب لتحقيق أهداف معينة، وتبقى هذه التقنيات في تجدد متسارع، كما أن مفهوم التنقيب عن المعلومات يُعد أحد أوجه استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي في البيانات الضخمة.
القوة الناعمة
وتحدثت د. ناهد باشطح قائلة: ينقصنا عربيًا أن نحدد متطلباتنا من هذه التقنيات، ولعل أهم ما يفترض أن يحققه العمل الإعلامي هو تحديد الجمهور ورصد توجّهاته، كما أن الواقع يفرض على الممارسين للمهنة الإعلامية تطوير مهاراتهم في هذا الجانب، وليس القصد في الجانب البرمجي التقني فقط، ولكن في كل آليات التعامل مع هذه التقنيات.
وأضافت: من أهم الجوانب التي قد يحققها الذكاء الاصطناعي في الإعلام دعم مبدأ القوة الناعمة للدول من خلال إعلام يعزز وجودها عالميًا، وعلينا الالتفات إلى تطوير المحتوى الإعلامي، لأن مسألة الصناعة الإعلامية من خلال الذكاء الاصطناعي معقدة، والترويج لها خصوصًا في العالم العربي هو ترويج تجاري؛ لأنه لا توجد شركة في عالمنا العربي قادرة على تطوير تطبيق فعّال في صناعة المحتوى، لذلك على الممارس الإعلامي أن يطور أدواته أولًا، ويتعرف على المصطلحات، وأرى أن التوجه لصحافة البيانات هو أقصر الطرق التي تتقاطع مع تقنيات الذكاء الاصطناعي الإعلامي، ففي الغرب تذكر الإحصائيات أن 75 % من العاملين في الإعلام يستخدمون البيانات.
التقنيات التطبيقية
وقال أحمد المنهالي: ليس المهم أن يصل العمل الإعلامي لمجرد وجود المذيع الافتراضي أو المذيع الروبوت، بل المطلوب منا اليوم أن نصل للتقنيات التطبيقية التي تساعدنا على خلق المحتوى الإخباري أو الترفيهي أو الرياضي على سبيل المثال، ولكن هل إعلامنا قادر على التكيف مع هذه المستجدات؟ بالتأكيد نحن قادرون على ذلك كما هو الحال في التحولات التي حدثت في تقنيات البث الفضائي عبر الأقمار الصناعية.
وأضاف: هذه التأثيرات ستكون إيجابية للجهات الإعلامية والممارسين القابلين للتطور ومحاكاة الواقع الإعلامي الجديد، وعلى العكس سيكون الأثر السلبي على مَن يرى نفسه خارج المعادلة بأسباب التخوف من هذه التقنيات، وبالذات من الممارسين الإعلاميين، على الرغم من أن التقنيات الجديدة ستتيح للإعلامي المحترف الفرصة لأن يسلم المهمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي ويتولى هو تغذيتها وتوجيهها، ويتفرغ لطرق جوانب إعلامية أعمق قد لا تنتجها التقنيات الحديثة.
واستطرد قائلًا: تقنيات الذكاء الاصطناعي ليست ميزة بحد ذاتها ما لم تنتج المحتوى الذي نرغب في إنتاجه، وتبقى الميزة الأكبر هي القدرات المتفوقة فقط، فبعض التطبيقات التي تنتج المحتوى الإخباري قادرة على فرز وتحليل مئات الأخبار في ثوانٍ معدودة، وهذا هو الأهم في تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام اليوم؛ لأنه فرصة كبيرة للابتكار.
المحتوى العربي
وعلّق حاتم كاملي على إنتاج المحتوى باللغة العربية عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بقوله: هناك محاولات بخصوص إيجاد منصة أو شركة قادرة على إيجاد «خوارزميات» للغة العربية، ولكن التساؤلات الأهم هي: هل هناك احتياج حقيقي؟ وهل هذه المنصات قادرة على استيعاب تعقيدات اللغة العربية في جوانب النحو والصرف لتوليد وتفنيد نصوص سليمة لغويًا؟ وهل تؤدي المهمة الإعلامية بالشكل الصحيح؟ الواقع أنها ليست بالعملية السهلة، وعلميا فإن عملية تحليل النصوص أسهل من توليد النصوص، وتبقى مسألة تطوير منصات لتوليد المحتوى العربي بحاجة للكثير من الوقت.
وأجاب عن التساؤل حول مزج آليات العمل الإعلامي والتسويق الرقمي والذكاء الاصطناعي، بوصفها ثلاثة محاور تكمل بعضها البعض في العملية الإعلامية اليوم، فقال: هناك تقاطعات كبيرة بين هذه الأوجه الثلاثة، فالتسويق الرقمي أحد نوافذ الدخل المادي، ثم منصات التواصل هي كذلك نافذة لنشر وترويج المحتوى الإعلامي، حتى في عمليات البحث يستخدم الذكاء الاصطناعي في الترويج بناء على اهتمامات المستخدمين، فهناك رابط حقيقي بين كل علم منها، حيث تستفيد من بعضها لتحقق أفضل النتائج من هذا المزيج الثلاثي.
توصيات مهمة
وخرج المتحدثون في الندوة بعدد من التوصيات الموجهة للعاملين الممارسين للمهنة الإعلامية، وتلخصت في وجوب تطوير المهارات، ومتابعة مستجدات الذكاء الاصطناعي في الإعلام من خلال المؤتمرات العلمية، والتدرب المباشر من خلال الممارسة المهنية عبر التطبيقات المتاحة للتعامل مع المحتوى الإعلامي.

عن مصدر الخبر

المصدر

admin

Ads Here