أرشيف

الخفاش!

المصدر

تَعَلَّقْ بِرِجْلَيْكَ كيفَ تَشاءْ ودَعها على الأرضِ تَمْشي السَّماءْ
خَفافيشُ هذي المَغارةِ كُثْرٌ وسَيِّدُها أَنْتَ هذا المَساءْ!
***
تَجَلَّى، تَغَنَّى، فأَشجَى الدَّياجِي، غِناءَ طَبِيْبٍ بِتاريخِ داءْ:
سحائبُ نَحْلٍ كَثِيْفٍ وزَهْرٍ ولكنَّ شَهْدَ الخَلايا اصطِفاءْ
وأَعراسُكُمْ مِلْءُ هذا الوُجودِ ولكنَّ أفراحَكَمْ كالدَّواءْ
مُلَبَّسةٌ بِالعُذوبَةِ، تُخْفِي مَرارَةَ أَسقامِكُمْ والرِّياءْ!
***
إلى أَيْنَ تَقْضُونَ عُمْرَ اللَّيالي؟ وعُمْرُ اللَّيالي كَحُقٍّ خَواءْ!
وما مِنْ رَصِيْفٍ يُؤَدِّيْ صَباحاً لِغَيْرِ رَصِيْفِ مَساءٍ هَباءْ
جِدارٌ يُلَحِّنُكُمْ لِجِدارٍ وعاصِفَةٌ تَسْتَهِلُّ الغِناءْ!
***
أ(كُنْفِيْشِيُوْسُ)، تَرَفَّقْ بِأَوْراقِ قَلْبِيْ، ورُحماكَ مِنْ ذا الرُّغاءْ!
غَزونا الفَضاءَ، وجُسْنا الكَواكِبَ، في الأَغبِياءِ بَجَسْنا الذَّكاءْ
وما كانَ يَنْقُصُنا مِن خَطيبٍ وما كانَ يُعْوِزُنا مِن هُذاءْ
خُطِبْنا إلى أنْ تَشَظَّى الخَطِيْبُ، وحتَّى تَضاحَكَ مِنَّا البُكاءْ!
وإنَّا لَفِيْ شُغُلٍ عَن فَراغٍ مِن الشُّغْلِ كانَ يُظَنُّ امْتِلاءْ
لَكِذْبُ الكَذُوْبِ المَفَوَّفُ أَشْهَى مِنَ الصِّدْقِ صِيْغَ صَفِيْقَ الرِّداءْ
فوَفِّرْ عَرِيكَتَكَ الفَلسفيَّةَ بِئْسَ طَعامُ العُقولِ الغُثاءْ!
***
فنادَى الحَكيمُ، بِشُرفَةِ نَصِّي: مَساكِنُكُمْ: مَكتَباتُ الفَناءْ
وتاريخُكُمْ: رِيْشَةٌ في مَهَبٍّ، وقَطْرَةُ حِبْرٍ بِعَيْنِ العَماءْ
يَضُمُّ السَّكاكِينَ لَحْمُ الأَضاحي ولَحْمُ المَساكِينِ ضَمَّ العَراءْ
عَلامَ الغُرورُ؟ وفِيمَ الشُّرورُ؟ ولَستُمْ سِوَى حَفْنَةٍ مِن هَواءْ!
وما جِئْتُ دِيكاً لِسُوقِ (عُكاظٍ)، كَلامِي كُلُومٌ، ووَعْظِي بَلاءْ
تَرَكْتُ لَكُمْ (قُسَّكَمْ)، فاشنِقوهُ! و(سَحبانَكُمْ)، فاسحَبوهُ كَشَاءْ!
***
رَسولُ الخَفافيشِ أَلْقَى عَلينا ثَقِيْلَ (صَوانِيْهِ) عَبْرَ الفَضاءْ
فَهِمْنا جَميعاً، بِرُغْمِ التَّنائي، ورُغْمِ تُراثِ الرُّؤوسِ الدِّلاءْ!
***
خَفافيشُ هذي الحَضارةِ كُثْرٌ وأَنبلُها صِرتَ هذا الوَباءْ!

د.عبدالله بن أحمد الفيفي – الرياض

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here