أرشيف

الأعلى سعراً

المصدر

دانة نصراللهدانة نصرالله

بالهمس

الأعلى سعراً

كنت أتساءل عن معنى النجاح، هل في الأعلى مبيعاً أم الأعلى سعراً، في تكوين أسرة أم في الأعلى أجراً، في كونك ناجحاً في عملك وامتلاك سمعة طيبة.

أم في كونك مشهوراً ذا قاعدة جماهيرية واسعة ؟

د. وليد التنيب قصة قصيرة مبارك مزيد المعوشرجي رسالة إلى معالي رئيس مجلس الأمة

ثم اكتشفت بعد ذلك أني كنت أطرح السؤال الخطأ.

فالنجاح مختلف عن السعادة. قد تكون ناجحاً جداً في عملك ومع ذلك تغلبك التعاسة.

والأموال لا تعكس النجاح ولا السعادة.

أذكر أني في بداية حياتي العملية كنت أتدرب عند محامية مشهورة ومعروفة.

اخبرتني حينها أنه لكي أنجح عليّ التخلي عن الحياة الاجتماعية والأسرية.

فهي ضريبة النجاح على حد قولها.

وهي تستعيض عن وجودها في المناسبات الأسرية بان تدفع مبلغاً مالياً لصاحب المناسبة، حتى وإن كان قريباً جداً منها.

وهي تفعل ذلك منذ سنين طويلة، لا نهاية أسبوع تتمتع بها.

وعليّ أن افعل ذلك كي أنجح !

ثم أصيبت ابنتها بإصابة شديدة في رأسها.

فتتصل عليها العاملة من المنزل… لا بأس قررت أن تغيبها غداً عن المدرسة.

وتمارس أعمالها كالمعتاد في المكتب.

خرجت من المكتب عاقدة العزم على ألا أصبح مثلها أبداً، وقدمت استقالتي في حينها.

فخلق التوازن بين الأسرة والعمل مهم جداً.

وهو من أسباب السعادة.

فما نفع الأرصدة في البنك إن كنت لا تستمتع بها.

وهل الأموال ستغني ابنتك عن وجودك في حفل تخرجها.

العمل أيضاً من شأنه أن يصنع الشغف.

والاجمل من أن تجد نفسك في ما تعمله خصيصاً إن كان ذا غاية وهدف.

وألا تجد نفسك مرغماً على وظيفة لا تحبها.

لتجد نفسك مجبراً على القيام في الصباح.

بل وعلى العكس أنت تعلم يقيناً أن وجودك سيصنع فارقاً في حياة أحدهم.

وما أنبله من هدف.

فمحيطك في عملك دافئ وداعم.

أجزم يقيناً أن «كورونا» منحتنا الوقت لإعادة التفكير في ما اتخذناه من قرارات.

للتفكير ملياً في نوعية الحياة التي اخترنا العيش فيها.

وفي المقابل الآلاف من الحيوات تغيرت.

إما إجباراً وإما طوعاً.

ولعل الأجمل أننا لا نزال نملك عصا التحكم في علاقاتنا وأعمالنا.

والرغبة والعزم على صنع مستقبل أفضل.

اختر ما تحب في حياتك لتصبح ناجحاً وسعيداً في الوقت ذاته.

[email protected]

الأكثر قراءةيومياسبوعي

عن مصدر الخبر

المصدر

admin

Ads Here