ريما بنت بندر: لا للتنمر ولن أبقى صامتة عما تعرضت له «إيمان خليف»
انتقدت سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية عضو اللجنة الأولمبية الدولية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود ما تم تداوله إعلامياً بشأن الملاكمة الجزائرية إيمان خليف. وأكدت الأميرة ريما «أن الحقائق هنا واضحة. إن الآنسة إيمان خليف ولدت فتاة، وعاشت طوال عمرها أنثى».
وفي بداية مداخلتها في الجلسة الختامية للجنة الأولمبية الدولية قالت الأميرة ريما: «أتقدم بالتهنئة إلى اللجنة المنظمة والدولة المستضيفة فرنسا على التنظيم الرائع لدورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024. لقد حظيت بشرف الانضمام لعضوية اللجنة الأولمبية الدولية، ولجنة المساواة بين الجنسين والتنوع والشمول، وبما أنني سيدة مسلمة عربية، وهي سمات تجسد هويتي، لذلك لا يمكنني ان أبقى صامتة عما يتم تداوله إعلامياً بشأن إيمان خليف».
واستطردت: «بداية أود أن أؤكد تأييدي التام للبيان المشترك المنبثق من اللجنة الأولمبية الدولية ووحدة الملاكمة لأولمبياد باريس 2024 الصادر في 1 أغسطس 2024. إن الحقائق هنا واضحة. إن الآنسة إيمان خليف ولدت فتاة، وعاشت طوال عمرها أنثى.
ولكن، بالرغم من الحقائق الواردة في البيان المشترك، استمر تداول المعلومات المغلوطة والمضللة، والمؤلم أن ذلك ليس فقط أمراً غير مقبول، وإنما هو أمر محزن أيضاً».
وأضافت الأميرة ريما، أن «الملاكمة الجزائرية إيمان خليف منذ طفولتها كابنة لعائلة محبة لها في الجزائر، اجتهدت طوال حياتها لتصبح رياضية أولمبية تنافس أمام العالم. وكما يعرف الكثير فإن الطريق الذي سلكته يتطلب الكثير من الإصرار والاجتهاد والمثابرة. وكما هي طبيعة الأولمبيين، فإن إيمان تجسد أفضل السمات والقدرات. وهنا تكمن روعة الألعاب الأولمبية.
وليس لأحد الحق في أن يشكك في أنوثة إيمان. والاستمرار ببث المعلومات المضللة إنما هو محاولة لسلب كرامتها واستحقاقها.
لذلك فإنني أقف اليوم أمام هذه اللجنة الموقرة لأقول إن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر.
الرياضيات الأولمبيات يمثلن النخبة… إنهن يتدربن ليصبحن الأفضل، واضطرارنا لأن نخوض في الحديث عن هذا الأمر يعد فشلاً لنا جميعاً.
ولكن، أصبح هذا النقاش أهم من أي وقت مضى.
فعندما تلتزم أي لاعبة الصمت، فسيتم تفسير ذلك بأنها تقبل ما يقال عنها أو أنها ضعيفة. وإن تحدثت، وصفت بأنها تتخذ موقفاً دفاعياً.
في حين يجب أن يركز الرياضيون على أدائهم بدلاً من تبرير وجودهم.
ولا ينبغي أن يتعرض أي رياضي للتنمر أو السخرية بسبب مظهرهم. أو أن يتم استغلال إنجازاتهم وانتصاراتهم ومهاراتهم التي عملوا من أجلها طوال حياتهم كأسلحة ضدهم، لأن ما يهم هي الموهبة، وليس المظهر.
والموهبة لا تتحقق إلا من خلال التدريب والتضحية والالتزام.
الألعاب الأولمبية هي مناسبة للاحتفال باختلافاتنا بمشاركة رياضيين ورياضيات من حول العالم، فالنساء لا يظهرن أو يتحدثن أو يتصرفن بشكل موحد. فكل سيدة تمارس رياضتها هي فريدة من نوعها… ما يربطهن هو إصرارهن على الوصول إلى القمة.
عندما فازت إيمان بنزال مرحلة الربع نهائي، جثت على ركبتيها وهي تبكي. لقد جثت معها كل امرأة شعرت بالعزلة، أو بالسخرية، أو قيل لها إنها لا تنتمي.
وعندما نهضت لتقف مرة أخرى، جميعهن نهضن معها».
وخلصت الأميرة ريما للقول: «إنني من هنا أقدم دعمي الكامل لكل أنثى تعرضت للنقد غير المبرر في وقت كان يفترض فيه أن يسطع نجمهن ويجنين ثمار جهودهن. لعامة الناس، للإنسانية: أطلب منكم التمعن في ما تعرضت له الرياضيات، واسألوا أنفسكم ماذا لو كانت ابنتكم أو قريبتكم أو صديقتكم؟
إن لكلماتنا تأثيرا، ولتصرفاتنا أثرا، لذا لا بد أن يسود العطف وتسود الكرامة في كل مرة.
إلى كل فتاة تظن أنها خارجة عما هو مألوف إذا رأيتِ مضرباً، احمليه
إذا رأيتِ كرة قدم، اركليها، إذا رأيتِ مضماراً، اركضي بأقصى ما لديكِ من سرعة فلديكِ مكان هنا، وأنتِ مرحبٌ بكِ. شكراً لكم».