نحو المجهول!
من الخميس إلى الخميس
نحو المجهول!
ليس لدينا أي وسيلة نافعة لتوجيه أطفالنا، الذين يتم توجيههم بواسطة عشرات من المنصات الإعلامية، لا سيما الأفلام الكرتونية، وللراغبين في الزيادة من هذه المعلومة يمكنهم البحث في «غوغل» عن دراسة للدكتور بدر العازمي والدكتور فهد اللميع حول آثار أفلام الكرتون على تصورات الطفل، أما المراهقون لدينا فهم يخضعون لتأثير وسائل التواصل الإعلامي الحديثة، «الفيس بوك»، «تويتر»، «إنستغرام» و«سناب شات».
الكويت تحتلّ مكاناً متقدماً عربياً في استخدام المواقع الإلكترونية لاسيما بين الشباب، وقد ذكر الدكتور محمد العجمي في دراسة له أن 38 في المئة من مستخدمي التواصل الاجتماعي بين سن 25 و34 عاماً، أي لو أضفنا الشباب بين 15 و25 فسيشكّلون النسبة الأكبر في استخدام لغة العصر.
أما الكبار الذين هم قادة المجتمع وأصحاب التأثير الحقيقي على مفاصل الدولة، فإن الصحف اليومية و«تويتر» هما الأكثر تأثيراً عليهم، يتبعها المحطات التلفزيونية، فلدينا حوالي 15 صحيفة و 30 محطة فضائية مهمة وآلاف المنصات في «تويتر»، وكلها تشكّل رئة التواصل الإعلامي للكبار في الكويت، كما تشكّل القوة المؤثرة في لغة المصالح، التي يعتمد عليها كل مركز من مراكز النفوذ داخل الدولة.
لدينا إذاً مستويان نهتم بهما في التأثير الإعلامي، مستوى يصيغ لنا المستقبل البعيد وهم أطفالنا، وذلك عبر الاهتمام بالإعلام الموجه لهم، والمستوى الثاني يوجّه مستقبلنا القريب وهم شبابنا، عبر فهم وسائل التواصل الحديثة، ثم قيادتها وفق استراتيجية ذات قيم لا تمنع حريتها.
الحقيقة المرة أننا لا نملك توجيه ورعاية تلك المؤثرات المهمة، فنحن للأسف لا نهتم بعقول أطفالنا، فليس لدينا أي وسيلة نافعة لتوجيههم عبر اهتماماتهم بلغة الكرتون، بل عقول أطفالنا متروكة للثقافات الخارجية توجهها كيف تشاء، حتى برنامج الأطفال «افتح يا سمسم» توقّف في دول الخليج، حتى يكتمل بيع عقول أطفالنا للمشتري الأجنبي.
أما شبابنا – مستقبلنا القريب – فإن برامج التواصل الاجتماعي أصبحت شغلهم الشاغل، ليس كموجهين وأصحاب فكر بل كمقلدين ومتأثرين، وها نحن نرى تأثير كل ذلك حين يصبح القرار بيد الشباب.
هذه هي الكويت، بلادنا الحبيبة وستبقى هكذا، أطفال تتم برمجتهم، وشباب مدمنون على التواصل الاجتماعي، تلك الظاهرة التي لم تأخذ نصيبها من الدراسات ولا نعلم إلى أين تسير بنا؟!
كثيرون يحاولون تعليق الجرس أمام القادة الإصلاحيين، ولكن حتى هؤلاء الإصلاحيون أصبحوا مشغولين في الرد على الـ«واتساب» أو التفاعل مع مجاميع التويتر، كلنا مشغولين بانتظار شيء ما!
أخبار ذات صلة
الأكثر قراءة
يومي
14323 |
صباح الخالد: نعم وقعنا في أخطاء بالتعامل مع كورونا.. وأنا المسؤول
3130 |
وصول مستشارين وقضاة وموظفي محاكم من مصر إلى البلاد الليلة
2750 |
الجامعة العربية: «وزاري طارئ».. 8 فبراير
2680 |
وصول 272 مستشارا وقاضيا ووكيل نيابة من مصر
1690 |
وزير «الخدمات» يطلع على استعدادات «الطيران المدني» لتطبيق قرارات مجلس الوزراء الأخيرة
اسبوعي
39090 |
«بطاقة مقيم» بدل «المدنيّة» للوافدين
25980 |
القادمون إلى الكويت… حائرون
24590 |
تسارع وتيرة مغادرة الوافدين … سقوط 12 إذن عمل كل ساعة
14890 |
إطلاق خدمة نقل كفالة مادة (18) عبر موقع «الداخلية» الإلكتروني
14323 |
صباح الخالد: نعم وقعنا في أخطاء بالتعامل مع كورونا.. وأنا المسؤول