ثقافي / “التسامح” .. هدف إستراتيجي لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني
الرياض 24 ربيع الأول 1442 هـ الموافق 10 نوفمبر 2020 م واس يُرسّخ مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني , مبدأ التسامح , عبر أنشطته ومبادراته وبرامجه ولقاءاته المتنوعة، من أجل الوصول إلى مجتمع متعايش ومتسامح ومتلاحم , عادّا التسامح إحدى القيم الإنسانية العظيمة التي يتبناها منذ تأسيسه، بوصفه إحدى مؤسسات المجتمع المعنية لترسيخ وتعزيز هذه الفضيلة الأخلاقية. ويأتي الاهتمام الذي يوليه المركز لهذه القيمة، استمراراً لمسيرة المملكة الطويلة في نشر التسامح باعتباره منهج حياة ومبدأ من المبادئ الجامعة بين البشر، يستمد جذوره من العادات والتقاليد السعودية الأصيلة، والقيم الإسلامية السمحة التي تدعو لتعزيز الأمن والاستقرار والتسامح بين كافة المجتمعات الإنسانية بمختلف جنسياتهم وأعراقهم ودياناتهم وثقافاتهم وانتماءاتهم السياسية والثقافية ليكونوا نسيجا واحدا ضد كل ما يهدد تلاحمهم وتماسكهم . ونظم المركز منذ تأسيسه في العام 1424هـ، العديد من الفعاليات والبرامج والمشاريع، سواء من خلال مقره الرئيس في الرياض، أو عبر فروعه، أو مشرفيه المنتشرين في مختلف مناطق المملكة، حيث تضمنت تلك الفعاليات العديد من الملتقيات والمؤتمرات والندوات والجلسات والمحاضرات والأمسيات وورش العمل. فضلا عن تنفيذ الكثير من البرامج التدريبية والمعارض الفنية والأركان التعريفية والمقاهي الحوارية، التي يهدف من ورائها إلى ترسيخ وتعزيز ثقافة التسامح وغرس هذه القيم العظيمة لدى جميع أطياف المجتمع ليجسدوا معانيها الإنسانية بكل رقي وتحضر داخل المملكة وخارجها، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030م . ويأتي احتفاء المركز باليوم العالمي للتسامح الذي يوافق السادس عشر من شهر نوفمبر من كل عام عبر تنظيم العديد من اللقاء والملتقيات والبرامج والندوات، إضافة إلى مشاركته في أعمال القمة العالمية للتسامح في الإمارات العربية المتحدة، كأبرز تلك الفعاليات وتوقيعه مذكرة تفاهم مع المعهد الدولي للتسامح، كونها أول حدث عالمي من نوعه يعالج قضايا التسامح والسلام والمساواة بين الناس في جميع مناحي الحياة، بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر السياسية والخلفيات الثقافية والدينية . وفي مجال الدراسات والبحوث والمؤشرات، أنجز المركز ممثلا في إدارة الدراسات والبحوث أول مؤشر للتسامح من نوعه في المنطقة، والذي أظهر أن 82.2 في المئة من السعوديين متسامحون مع المختلفين معهم دينيًا واجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا وسياسيًا. ويهدف المؤشر الذي أُجري اعتمادا على البحوث العلمية والدراسات الميدانية التي أجراها المركز إلى الوقوف على مستوى التسامح في المملكة وتعزيز ونشر قيمه بين المواطنين، ويعكس بوضوح الاهتمام الذي توليه المملكة للقضايا التي تمس التسامح والإخاء والتعايش . حيث تمت الاستعانة في بنائه بأفضل الأسس والمعايير والمناهج العملية، فضلا عن الاطلاع على أفضل الممارسات والتجارب العالمية، بما يسهم في تعزيز قيم التسامح والحوار والتعايش وحماية النسيج المجتمعي . كما أطلق المركز فيلما قصيرا بعنوان "التسامح منا وفينا"، سلط خلاله الضوء على قيمة التسامح والمحبة والاحترام المتبادل بين كل من يعيش على أرض المملكة ، وتناول الفيلم صورا مختلفة تبرز مدى التسامح والتعايش بين أطيافه كافة، ومدى احترامهم وقبولهم للمختلفين معهم في ظل رعاية رسمية وشعب متسامح كريم مضياف يفخر بالتنوع الكبير بين ملايين المقيمين على أرضه من مختلف دول العالم، في حفاوة بالغة وتسامح عظيم، بوصفه مجتمعا متسامحا مع الآخرين ومنفتحا مع العالم ويتفاعل ويتعاطى مع كل شيء ويقبله دون تمييز . كما أصدر المركز العديد من الكتب والإصدارات، وعقد الكثير من الشراكات والاتفاقيات مع العديد من الوزارات والهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع ، لتعزيز قيم التسامح، ليصبح السبيل للعيش ضمن مجتمع متلاحم ومتماسك، كما اعتمد خلال إستراتيجيته على الفنون لإيصال رسالته في نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر. // انتهى // 16:46ت م 0142