12 دولة تناقش عودة السياحة بعد «كورونا»
عقد المركز العربي للإعلام السياحي أول مؤتمر افتراضي للإعلام السياحي في الوطن العربي بعد استئناف النشاط السياحي في العالم العربي بشكل تدريجي. وشارك في المؤتمر عدد من وزراء السياحة العرب والإعلام والمختصين والأكاديميين من 12 دولة عربية، حيث ناقشوا دور الإعلام السياحي والعودة الآمنة، مع أبرز التحديات التي تواجه عودة النشاط السياحي بشكل آمن.
وشارك وزير السياحة اللبناني افاديس كيدانيان وطالب بدعم السياحية اللبنانية من جميع الدول العربية، ونوه إلى الظروف المختلفة التي يمر بها لبنان وتأثير العديد من المشكلات الأخرى بجانب أزمة كوفيد 19.
كما لفت المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية الدكتور سعيد البطوطي إلى أزمة جائحة كورونا على القطاع السياحي العربي والعالمي، وأشار إلى أن الخسائر وصلت إلى 100 مليار دولار، والمنطقة العربية جزء من العالم، وهناك تأثير شديد وآثار مختلفة، وبلغت إجمالي الخسائر العربية 420 مليار دولار، 8 % من ثروة المنطقة وديون إضافية تقدر بنحو 220 مليار دولار، ما يعادل 8% من الناتج الإجمالي، ويوميا 500 مليون دولار، وتراجعت الصادرات بنحو 28 مليار دولار، وإضافة 8 ملايين فقير في المنطقة العربية، ما يعد عبئا كبيرا، وفقدان 7 ملايين وظيفة، منها مليون في السياحة وزيادة العاطلين إلى 23 مليون عاطل وانخفاض القدرة الشرائية. من جهته أكد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية السابق ورئيس مجلس الأمناء الدكتور طالب الرفاعي أن العرب يجب أن يحولوا الأزمة إلى فرص ولم يعد مكانا معزولا في العالم، وأصبحت السياحة شيئا موحدا في هذه الأزمة والخطر شديد على الجميع ولن تكون هناك نهاية لكورونا، وأعتقد أن الحياة ستتغير وأنماطها ستختلف ما بعد كورونا.
من جهتها، قالت نائب وزير السياحة والآثار المصري الدكتورة غادة شلبي إنه من الأهم للغاية التأكيد على دور الإعلام السياحي والاجتماعي وأهمية نقل الصور الحقيقية عن المقاصد السياحية، ونحتاج نقل الصور الحقيقية عن الوجهات العربية، وأكدنا أثناء الأزمة تواصل الحملات ونشر الصور الذهنية، وقد وصلت مصر إلى أعداد هائلة في عام 2019، وكنا نتوقع أعدادا أكثر في 2020، ولكن الأزمة أوقفت الكثير من الفعاليات ومرت السياحة المصرية بتجربة مميزة وهي الجولات الافتراضية، إضافة إلى السياحة الداخلية، وبدأنا نرصد آراء السياح من العالم، وكانت رسالتنا إلى العالم هو اهتمامنا بصحة السائح والأمن الصحي والاهتمام ببروتوكولات الصحة والإجراءات الاحترازية الصارمة.
وأوضحت مدير الاتصال الدولي بوزارة السياحة الجزائرية أسماء مولاي أنه يمكن العودة إلى النشاط الطبيعي بعمل إستراتيجية لمكافحة الوباء وتبني بيان مجلس الوزاري العربي، ومن أهم النقاط تعزيز أوجه التعاون بين الدول العربية، والجزائر بدأت بإجراءات احترازية مبكرة، معتبرين أن صحة المواطن والسائح من الأهمية والتدابير الخاصة بالشركات في قطاع السياحة، ونحن نواجه هذه التداعيات قمنا على العمل بخطة إستراتيجية لتعزيز السياحة الافتراضية والصناعة السياحية الافتراضية والقدرات الفندقية عن طريق التكنولوجيا.
وأشار الخبير السياحي بمنطقة الشرق الأوسط هيثم مطر إلى أنه من المهم أن نتعلم مواجهة الوباء، وقد أثبت القطاع السياحي أنه الأكثر ضعفا في مواجهة الجائحة وفقا لأرقام مجلس السفر، ولكن هناك تفاؤلا، حيث إن المستقبل والسياحة من أهم الركائز الاقتصادية للدول العربية ولكن هذا لن يمنع فقدان وظائف وإغلاق منشآت وغيرها، والقطاع يحتل أولوية متقدمة للتنمية في العالم، وعلينا الآن توحيد الجهود والحملات الترويجية المشتركة بين الدول العربية ويجب أن يكون هناك توازن بين الصحة والاقتصاد.
وأكد رئيس مجلس إدارة المركز العربي للإعلام السياحي حسين المناعي حرص المركز دائما على دعم الحركة السياحية العربية وتنشيط السياحة البينية في وطننا العربي، ومع إدراك التحدي الذي يعيشه القطاع السياحي من جراء جائحة كوفيد ١٩ التي أثرت كثيرا على السياحة العالمية والعربية. وأوضح أن المؤتمر الافتراضي الأول أبرز الخطوات التي اتخذتها الحكومات العربية للعودة الآمنة للسياحة بحضور أكاديميين ومختصين ناقشوا آليات تطبيق سبل العودة الآمنة للسياحة العربية.
بدوره قال الأمين العام للمركز ورئيس المؤتمر مصطفى عبد المنعم إن التوصيات التي وافق عليها المجتمعون ستطرح لوزراء السياحة العرب وسيبدأ العمل على التخطيط للتنفيذ عبر مشاركة وزارات السياحة العرب وباقي القطاعات الاقتصادية، كما وضعت إستراتيجية تسويقية موحدة ومترابطة للوجهات السياحية العربية.
وأوصى المجتمعون على:
– العمل على إعلان الوجهات السياحية العربية الآمنة عن طريق وضع بروتوكولات سياحية واحدة.
– دعوة الحكومات لدعم القطاع السياحي بشكل دائم عن طريق تخصيص مخصصات مالية.
– العمل على وضع بروتوكولات صحية سياحية عربية موحدة.
– وضع إستراتيجية إعلامية سياحية عربية موحدة بانطلاق حملة «وجهات عربية واحدة وآمنة».
– توحيد آلية الأرقام السياحية العربية المعلنة.
– تدريب وتبادل الأدوار بين الإعلاميين السياحيين العرب في كل الدول العربية.
– إعداد خطط وإستراتيجيات تسويقية متكاملة بين الوجهات السياحية العربية مع وضع خطة إعلامية سياحية عربية.
– إبراز تجارب جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والإمارات كنماذج ناجحة في السياحة الداخلية والخارجية بعد جائحة كورونا.
– إنشاء آليات وإستراتيجيات لإدارة الأزمات وبناء المرونة، وضمان أن السياحة جزء من آلية ونظم الطوارئ الوطنية.
– تعزيز التسويق ودراسات الأسواق والعمل على استعادة ثقة المستهلكين السياحيين وتحفيز الطلب مع تنويع الأسواق والمنتج السياحي والخدمات.