تقارير

يوبيل “الخليج” الذهبي

المصدر

د. حسن مدن

ليس غريباً أن تحتفل صحيفة «الخليج» بيوبيلها الذهبي ودولة الإمارات تستعد للاحتفال بمرور خمسين عاماً على تأسيسها، فمسيرة هذه الجريدة الوطنية والقومية ارتبطت منذ تأسيسها، بقيام الدولة، وواكبت مراحل هذا التأسيس منذ أن كان فكرة في أذهان مؤسسيها، وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حتى تحوّل الحلم إلى واقع، وغدت الإمارات دولة لها مكانتها المرموقة بين أشقائها العرب، وأصبح الشيخ زايد مؤسسها وأول رئيس لها زعيماً عربياً بامتياز.

وليس غريباً أيضاً أن مؤسسي «الخليج» المرحومين تريم وعبدالله عمران كانا رجلي دولة، أسهما بجهودهما المختلفة في وضع لبناتها الأولى، من خلال المواقع التي شغلها كل منهما في مؤسسات الدولة، حيث كان المرحوم تريم أول رئيس للمجلس الوطني في الإمارات، كما أصبح سفير الإمارات في أهم دولة عربية هي مصر، وتبوأ شقيقه المرحوم الدكتور عبدالله مواقع وزارية مختلفة، بينها وزارتا التربية والعدل.

يمكن قراءة المحطات المختلفة في تاريخ دولة الإمارات ونموها وتطورها، في الأوجه الاقتصادية والتنموية والسياسية، وديناميات التحولات الثقافية والمجتمعية فيها، من خلال مسيرة «الخليج نفسها، التي غدت إحدى روافع الحداثة المجتمعية والأدبية في الدولة».

وانطلاقاً من رؤية مؤسسيها الوطنية والقومية، فإن «الخليج» جعلت من تبني القضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني، أولوياتها الثابتة، وناصرت قضايا الحرية والعدالة والحق في مختلف البلدان العربية وغير العربية.

كما وضعت قضايا شعوب منطقة الخليج العربي في صدارة اهتماماتها، فتبنت بثبات قضية الجزر العربية الثلاث التي احتلتها إيران، ودعت دائماً للتعاون والتنسيق بين دول الخليج. وانسجاماً مع الرؤية الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان للصحيفة دورها في تأييد قيام مجلس التعاون الخليجي وتطويره، فيما وجدت قضايا بلدان الخليج ومجتمعاتها، مكانتها المميزة على صفحات الصحيفة.

وتميزت «الخليج» بمهنيتها الصحفية العالية، بحيث غدت مدرسة صحفية استقطبت على مدار سنوات، نخبة من الكفاءات الصحفية المحلية والعربية، ومن على صفحاتها انطلق أدباء وشعراء الإمارات وكتابها، كما غدت منبراً لعدد من أهم الكتاب العرب.

تابعت «الخليج» منذ عقود وتعلمت منها، وعرفت، لاحقاً، المرحومين تريم وعبدالله عمران عن كثب، وأنا ممتن لهما في أنني أصبحت كاتباً فيها منذ أكثر من ربع قرن، وهو أمر يدعوني دائماً إلى الاعتزاز والفخر.

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here