ثقافة

«هيئة التراث» تختتم فعالية «أثر وحرفة» في القريات

المصدر

اختتمت هيئة التراث فعالية «أثر وحرفة» التي أقيمت بمحافظة القريات في منطقة الجوف، إذ استقبلت الفعالية على مدار خمسة أيام قرابة 8 آلاف زائر، وضمّت معرض الحرفيين، والمنتجات الجوفية، والنحت على الحجر، ومنحت الأهالي والزوار تجربة ممتعة وفريدة من خلال العروض التقليدية التراثية التي اشتملت على ألعاب شعبية متنوعة، مثل السامري، والدحة، والربابة، والهجيني.

وجسّدت الفعالية تجربة ثرية، سعت من خلالها الهيئة إلى ربط المجتمعات المحلية بحاضرها وبناء مستقبلها الحضاري، وإبراز تلك الثقافة للزوار والمقيمين، ودعم جهود تنمية التراث الوطني ورفع مستوى الاهتمام والوعي به وحمايته من الاندثار، ما أتاح للزوار الاطلاع على تراث المنطقة والتعرّف على أهم الفنون والحرف التقليدية التي اشتهرت بها المملكة.

وتجول زوار الفعالية على معرض الحرفيين الذي ضم 18 جناحاً لإبراز المنتجات الجوفية، وإظهار إبداعاتهم الحرفية ومهاراتهم في: الصفار، دباغة الجلود، زخرفة الفناجين، صناعة الفخار، الخصافة، الحياكة، الصباغة، صناعة السبح، البشوت، النجارة، النقش، وصناعة الحلي، كما أبدى المرتادون إعجابهم بركن «الخيمة الشعبية» التي عاشوا فيها تجربة تراثية مميزة لكرم الضيافة لدى أهل المنطقة خصوصاً والمملكة عموماً، بهوية تعكس نمط الحياة القديمة، فيما تفاعل الزوار مع النحت على الحجر وتعرفوا على تفاصيل هذه الحرفة الشاقة والممتعة في آن واحد.

ولم يقتصر إثراء هيئة التراث لتجربة الزوار على ذلك فحسب، بل شاهدوا عروضاً للإسقاط المرئي ثلاثي الأبعاد، مستوحاة من نقشات السدو المختلفة، استمرت طوال أيام إقامة الفعالية بشكل تفاعلي مميز، واستمتعوا بتجربة القهوة السعودية والمأكولات الشعبية الخاصة بالمنطقة مثل (البكيلة، تمر الجوف، معمول السمح، خبز مشوش)، إضافة إلى عروض اللعب التقليدية التراثية المتنوعة مثل السامري، والدحة، والربابة، والهجيني.

ولم يكن الأطفال بمنأى عن المتعة والبهجة، إذ خصصت لهم هيئة التراث زوايا لإقامة عروض متجولة تجسد الحياة القديمة خصوصاً ألعاب الأطفال، ومنها: لعبة طاق طاقية، عرس الأولين، مصاقيل، وغيرها، كما أقامت فعالية المستكشف الصغير لتعليم الأطفال كيفية أعمال التنقيب الأثري من خلال استخدامهم الأدوات المناسبة والمعدة لذلك، إذ شهدت الفعالية توافداً مميزاً من الأطفال لخوض تجربة حركية تنمي لديهم التفكير والإدراك وتصقل في نفوسهم الأعمال التراثية.

وشهدت أركان فعالية «أثر وحرفة» إقامة متاجر مخصصة للأسر المنتجة، شكّلت علامة فارقة لدى الزوار المرتادين من داخل المنطقة وخارجها، إذ أتاحت لهم تجربة الأطباق المتنوعة والمأكولات التي اشتهر بإعدادها الأهالي قديماً، فيما حرص الزوار على اقتناء المنتجات التقليدية التي حملت طابعاً تراثياً يحكي ثراء وتنوع الحياة القديمة، إضافة إلى مساهمتها في التعرف على هوية وتراث محافظة القريات ومنطقة الجوف.

يذكر أن هيئة التراث تسعى من خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات التراثية في مناطق المملكة كافة، إلى تعزيز الهوية السعودية، وترسيخ الانتماء لها، ونشر الوعي الوطني، وتسليط الضوء على التراث السعودي، والحفاظ على الإرث الثقافي، واستعراض المواهب الحرفية، وإثراء الزوّار بالمعلومات الفريدة عن المواقع التراثية في المملكة والتعرف عليها من قرب، وتأصيل الذاكرة المكانية على أرض المملكة. ويتمثل دور الهيئة في تعزيز أساليب الحفاظ على التراث الوطني، وتشجيع الاهتمام، ودعم تطوير القطاع والممارسين فيه، باعتبار التراث كنزاً ثقافيا ورسالة للعالم، وتقع على عاتق الهيئة تعزيز الحماية والابتكار والتنمية المستدامة لمكونات تراثنا الثقافي، وتهدف إلى مشاركة القطاع الخاص والانخراط في شراكات محلية ودولية، لتشجيع التمويل والاستثمار، وتشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات على إنتاج وتطوير المحتوى في قطاع التراث.

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here