تقارير

مشاهير الترويج

المصدر

راشد محمد النعيمي

فجأة تحولت وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهيرها وأدواتها إلى التسويق، وتحول المضمون الذي يعتقد الناس أنه يوميات حقيقية وتفاصيل حياة لمن يتابعونهم، إلى إعلانات غير مباشرة تستهدف التأثير فيهم وجرهم إلى الشراء وتغيير أنماط حياتهم إلى أخرى حديثة تقوم على بضائع و«ماركات» وعادات يجارون بها من حيث لا يعلمون هؤلاء المشاهير، معتقدين أن النصح بشراء منتج معين أو تلك القصة حول الفائدة والتغير بعد استعمال منتج آخر هو نصح أخوي صادق بينما هو في الحقيقة دعاية مدفوعة الثمن.
هذا هو الواقع الجديد الذي نعيشه حالياً، وبفضله حقق هؤلاء المشاهير ثروات كبيرة جراء الترويج المستمر ليل نهار والذي ورط كثيرين في خسارة أموالهم من أجل التقليد، أما الأدهى والأمر فهو أن غالبية تلك السلع تعرض بأسعار مضاعفة لا تمثل قيمتها الحقيقية وتدفع الشركات المالكة لها مبالغ كبيرة للمروجين من المشاهير لأنها تحقق عوائد كبيرة من بيعها. لذلك باتت عبارة (انتهت الكمية) رائجة حالياً في ظل التهافت الكبير للفوز بمنتج يحقق نتائج (خيالية) جربته المشهورة فلانة وقالت إنه مفيد ونافع وإن سعره مناسب، داعية متابعيها إلى اغتنام الفرصة وشرائه بأسرع وقت وتكرار تلك الرسالة أكثر من مرة في اليوم وتنويع القوالب الخاصة بذلك ما بين عرض مباشر أو نصائح مبطنة لمزيد من التأثير.
الوضع الذي نعيشه اليوم عبارة عن تسوق مستمر وسباق شراء لمختلف المنتجات والسلع والخدمات من كريمات وعطور وملابس وهواتف وإكسسوارات مروراً بخدمات الصالونات والمطاعم وإقامات الفنادق والسفر لمن يستطيع ولمن يكبد نفسه أعباء لا طاقة له بها تستنزف قدراته المالية وخططه المستقبلية. الأنكى أن كثيرين اشتروا شققاً وأراضي فضاء، لأن المشهور الذي يتابعونه نصحهم بذلك وسبقهم في الشراء، بينما الحقيقة تقول إنه حصل عليها إما مجاناً أو روج لها بمقابل سخي، لكن يبدو أن تغليب العواطف على الأقل سيقود الكثيرين إلى خطوات غير محمودة العواقب جراء هذا الهوس بينما يستسلم آخرون له بسبب إعادة الرسالة لأكثر من مرة في اليوم وعبر أكثر من شخصية فيلحقون بالركب وينضمون لمن سبقهم.
بكل أسف، إن تمادي بعض المشاهير في تخطي الحدود واللجوء للخداع وتزييف الحقائق والمتاجرة بمتابعيهم وتحولهم لأداة ترويج سببه الجمهور نفسه الذي ينساق خلفهم دون وعي ويتحول إلى وقود في سبيل وصولهم لأهدافهم التي تعود عليهم بمنافع مادية قياسية، بينما يخسر الجمهور عوائده معتقداً أن المحتوى المقدم حقيقي بينما هو في الحقيقة مشروع للاستحواذ على عواطفه والتحكم بها تجارياً وتسخيره للتجاوب مع الرسائل الترويجية لمختلف المنتجات والخدمات.

ALNAYMI@yahoo.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here