مشاعرنا على المحك
أحيانا تراودنا مشاعر الحب وما أن نتأكد بأنها حقيقية، نريد أن نعترف بها لمن نحملها له، ولكن باعترافنا هذا فإننا نضع مشاعرنا على المحك، فهناك العديد من الاحتمالات إما أن يكون الطرف الآخر يشعر نفس المشاعر تجاهنا وسيكون بالطبع هذا من حُسن حظنا، أو لا يكون يشعر بأي مشاعر وهنا إما سيعبر عن امتنانه ثم يعبر عن أنه لا يبادلنا نفس المشاعر أو يرفضها بطريقة قاسية، فكل له رد فعل علي حسب طريقة تفكيره وشخصيته.
علينا قبل أن نشارك مشاعرنا مع أحد أن نتيقن من كيفية تفكيره وتقبله كي لا يحدث ما لايحمد عقباه.
هذا عن الطرف الآخر اما عن الطرف الذي يعبر عن مشاعره فيختلف تقبله للأمور على حسب الشخص وهنا بالطبع سنتحدث عن الرفض اذا رُفضت المشاعر كيف ستكون العواقب عند الشخص المعبر عن مشاعره؟
تختلف ردات الفعل، فهناك من يلقي باللوم علي الطرف الآخر ويقول انت من جذبتني اليك انت من جعلتني اشعر بهذه المشاعر وانا متأكد انك تبادلني نفسها ولكنك لا تريد ان تعبر ورد الفعل العنيف هذا غالبا ما يخرج من الشخص النرجسي لأنه ليس لديه خيار أن يُرفض فهو يري نفسه انه الأفضل وانه محط الأنظار وان الجنس الآخر مغرم به، وهناك من اذا رُفضت مشاعره فانه يفضل الحزن وأن يعيش دور الضحية وان الحياة دائما ضده ولا يحصل علي شئ يريده ويغرق في الأحزان، وهناك من يكتم بداخله ويتظاهر كأن لا شئ حدث ويخرج ويمرح وما ان يأتي وقت النوم حتي يتذكر كل شئ، وغيرها من ردود الفعل ولكن كانت هذه ابرزها.
علينا دائما ان نعي أن مشاعرنا من أغلي ممتلكاتنا ولابد ان نقيمها ونعطيها قدرها ولا نستهين بها، نعم التعبير عن مشاعر الحب شئ جميل وكتمان ذلك الشعور الذي ربما لا يتكرر كثيراً أو لن يتكرر مطلقا وكتمان تلك المشاعر من الأمور المؤلمة جداً على النفس ولكن علينا ان نضع في الاعتبار عواقب ما سيحدث ونكون جاهزين له.
فقبل أن اعبر عن مشاعري عليّ أن اكون جاهز لأي رد فعل من الطرف الآخر وأعطيه حرية الاختيار، فهو غير ملزم بمشاعري وغير ملزم بأن يكن لي نفس المشاعر، فعليّ اذاً أن اتحمل مسئوليه مشاعري واديرها جيداً، وعلينا أن نأخذ في عين الاعتبار ان نعطي الحرية كامله للطرف الآخر ولا نجبره على شئ وخاصة فخ لا احد سيحبه مثلي أنا اولى به او فخ سأجعله يحبني وأبدأ بالضغط عليه، لا فهذا أيضا شئ من النرجسية المغلفة بالحب، للطرف الآخر كامل الحق في الرفض وانا من عليه ادارة مشاعره.
ولكن الآن حدث ما حدث ورُفضت مشاعري وحدث رد الفعل ماذا عليّ أن افعل كي اتخطى الأمر؟ ..
إسراء علي عبدالحكيم – مصر