تقارير

مسؤوليتك.. أن تبدأ

المصدر

شيماء المرزوقي

معظمنا لديه الرغبة في التميز، والنجاح، وأيضاً بيننا من يتطلع للفوز وتحقيق منجزات يشار لها بالبنان، وهذا قد يسمى طموحاً، أو شغفاً، لكنهم قلة من يدركون ويعلمون متطلبات تحقيق هذه القفزات الحياتية. تحقيق النجاح والتميز يتطلب جهداً، وعملاً، ومثابرة. ويقول المؤلف والشاعر الهندي رابندرانات طاغور، الفائز بجائزة «نوبل» في الأدب في عام 1913: «لا يمكنك عبور البحر بمجرد التحديق في الماء». في هذه الكلمات المجازية توضيح أن علمية التفكير وحدها غير كافية لتحقيق الرغبات، أو الأماني، فالحقيقة الحياتية المسلّم بها، ولا نقاش حولها أن متطلباتنا، وإن كانت متواضعة، أو رغباتنا، وإن كانت بسيطة، لا يمكن أن تتحقق بالأماني، أو بمجرد التفكير فيها، بل إن كل شيء يتطلب الحركة، والعمل، والسعي، فلا شيء يتحقق على أرض الواقع بسهولة أو ببساطة، سواء أكان شيئاً كبيراً، وعظيماً، أو متواضعاً، أو صغيراً. لذا يقال إن النجاح حليف للإقدام، للعمل، للإنتاج. ولتحقق هذه النتيجة، فإن من الأهمية أن تكون على درجة عالية من الوعي بأهمية العمل وما يتطلبه من جهد لبلوغ الهدف. كأن الخطوة الأولى في هذا السياق هي أن تبدأ، بل إن المهمة الحقيقية المنوطة بك هي البداية، هي أن تبدأ السير نحو هدفك لإنجازه، وليس مطلوباً منك الركض، ولا الهرولة، المهم أن تبدأ حتى إن كانت بداية متواضعة، أو مترددة، المهم أن تخطو، وتسعى نحو الأمام.
وفي هذا السياق أستحضر كلمات للحقوقي الأمريكي مارتن لوثر كينج، قال فيها: «اخطُ الخطوة الأولى بيقين، ليس عليك أن ترى الطريق بأكمله، فقط اخطُ الخطوة الأولى». وهو محق تماماً، ليس عليك رؤية كل شيء أمامك، ولا أن تكون الأمور واضحة بشكل كامل، مهمتك تنحصر في السعي في السير على طريق المستقبل، أما النتائج، وما سيحدث، فليست مسؤوليتك، مسؤوليتك الآن أن تجتهد، وتبذل جهدك، وتجوّد عملك المنوط بك والذي تقع مسؤوليته عليك.
الذي يحدث أن البعض ينشغلون بالنتائج، وبالحسابات، يقولون إنهم يريدون استشراف المستقبل، والحقيقة هم يحبطون أنفسهم، ويقللون من جهدهم، المستقبل ليس بالتوّقع، ولا بالتمني، بل بالتخطيط، والرؤية، النتائج يتم بناؤها على حقائق لا على أماني وكلمات لا تمت للواقع بصِلة. مسؤوليتك هي العمل بجودة، ومهارة، وإبداع، وأيضاً تطوير نفسك واكتساب المزيد من المهارات التي قد تحتاج إليها في المستقبل القريب.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here