أرشيف

محمد بن سلمان انتصار للإنسان

المصدر

عن حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل عدة أيام، وبعيدا عن العمق والتحليل للمضمون، أحاول أن أذكر هنا ومن باب اجتماعي، كيف عاش مع هذه الكلمات جيل عاشر وعايش وتعايش مع الحقبة التي ذُكرت في هذا الحديث، إذ تحدث سموه عن آفات عدة، كادت تفتك بجيل هو المحرك الأساسي لتنمية هذا البلد العظيم، ومنها آفة الفساد والأفكار الآيديولوجية المتطرفة.
فخلال الـ 20 عاما الماضية، أذكر أنه كان في مدرستي معلم «وللأسف» يستبدل مواد كالنشاط المدرسي والرياضة، بعرض أشرطة عن الجهاد في أفغانستان والشيشان، رغم أننا لم نتجاوز العاشرة من العمر، واليوم تلمع أسماء طلاب في ذلك العمر نفسه، أمثال مصعب سعود المطيري ويوسف بن هيثم بن يوسف وغيرهما، عالميا بالحصول على المركز الأول والثاني في الذكاء الذهني، ومسابقة الرياضيات في أصقاع متفرقة حول هذا الكوكب.
أذكر أنه كان في أحد الأيام، يأتي قاض مختلساً مئات الملايين من الريالات وأمتار الأراضي، ويخرج من أزمته بأن «الجني» الذي تلبسه هو ما دفعه إلى ذلك، واليوم تأتي اليد الحديدية التي تضرب على كل مفسد، لتعتقل رؤساء محاكم ورتبا عسكرية بمستوى فريق، حتى أن «الجني» هرب منهم وتركهم يواجهون مصيرهم أمام هيئة مكافحة الفساد والنيابة العامة وحدهم.
وأذكر أنه كان يوما من الأيام يَقدِم إلى أراضي المملكة عامل بفيزا «حلاق» ويعود بملايين الريالات، التي أخذها عن طريق التستر والتلاعب والغش التجاري، حتى أصبح يعاني من صعوبة العيش بين من يريد أن يعيش بشكل نظامي، واليوم تم فرض مبالغ وضرائب وقوانين لوزارة التجارة، وتعديل الصفة التعاقدية بإلغاء نظام الكفالة، حتى أصبح من يبني هذا الوطن مستعدا للبقاء والعمل بحرية وكرامة، ومن أراد غير ذلك فمن الأسهل عليه أن «يبلط البحر».
وأذكر يوما أنه حصل تضخم اقتصادي في أسعار الأراضي والعقارات، وكان صندوق التنمية العقاري يدعم أناسا قاموا بالتقديم عليه وهم في «شهر العسل» ولم يستلموا الدعم إلا بعد أن قاموا بتزويج أبنائهم، وكأن منزل الأحلام «في الأحلام» فعليا، واليوم أصبح الدعم فوريا، ونسبة التملك ترتفع يوما بعد يوم، ولم تعد هناك قوائم انتظار، رغم أننا تعودناها منذ نعومة أظفارنا.
ما أريد قوله إننا كنا نسمع كلمات من سموه، مثل إشارته بالمقارنة بين جوال «الكشاف» و«الآيفون» بأن المملكة كانت هكذا وستصبح هكذا، ولم يدر بخلد أحدنا أن الكلمة يمكن أن تتحول أفعالا، بهذه الدرجة من السرعة والجودة في التخطيط والتنفيذ، رغم الظروف الاستثنائية التي تخوضها بلادنا كالحروب والأوبئة، واليوم عرفنا وخلال أقل من 3 أعوام كل كلمة سمعناها، ورغم ما حدث من إنجازات استثنائية في حياة المواطن السعودي، إلا أننا نسمع كلمة جديدة من سموه ألا وهي «هدفنا التالي هو تحسين دخل المواطن»، فلو طلب مني أحدهم أن أوجز له ملخص حديث سموه، فلن أستطيع القول سوى أن «محمد بن سلمان انتصار للإنسان».
Next Page >

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here