تقارير

ليس رأياً.. هذا علم

المصدر

شيماء المرزوقي

البعض ينشغلون بالبحث عن معانٍ ومفاهيم لمصطلحات أشبعها العلماء بحثاً ودراسة، بل يوجد حولها اختلاف جسيم، وستجد كل مجتمع أو كل بيئة علمية لها نظريتها وحقائقها المختلفة، ومع هذا تجدها تأخذ من وقتهم الكثير وينشغلون بها في كل مجلس يحضرونه، ولا تعلم سبب هذا الاهتمام الذي لن يضيف شيئاً جديداً.
هناك مفاهيم مثل الثقافة والفلسفة والمعرفة ونحوها من الكلمات الواسعة التي تضم بين جنباتها عدة تعاريف وتوجهات علمية، والتي نرى ونشاهد حضورها وأيضاً العديد من الكتب التي تتحدث عنها أو تكون مثل هذه المفاهيم جزءاً منها أو مادة رئيسية من ضمن محتواها. البعض ينشغلون بهذه المفاهيم للدرجة التي يخطئون فيها ويتسببون في وضع وجهات نظر متداخلة لا تمت للصحة والصواب بشيء.
الثقافة، المعرفة، الفلسفة، مع أنها كلمات صغيرة، إلا أن كل واحدة تشكل علماً قائماً بذاته، ويمكن إسقاط كل واحدة على مجالات واسعة من العلوم، لا يمكن حصرها بمنطق أو بوجهة نظر أو الإلمام بها. نعرف بشكل عام وظيفة الثقافة وأثرها وعمقها، ونعرف أنها شاملة وواسعة وفي اللحظة نفسها ندرك الأثر المدوي للمعرفة وجوانبها وأدواتها، ونعلم أن الفلسفة أم العلوم وليست وليدة اللحظة بل إنها رافقت الكثير من الحضارات، ومع هذا الزخم والمعلومات، لا يجب الاستهانة أو التهوين أو التقليل، ولا يجب الاجتهاد إلا وفق معلومات حقيقية.
إنسان يدخل على محرك البحث ويبحث عن مرض ما، ثم يتوجه للطبيب، الذي أفنى عمره في دراسة هذا المرض، ويناقشه ويقول للطبيب في غمرة النقاش والحوار: آسف لست مقتنعاً بما تقول، لأنني أرى كذا وكذا. معلومات عامة عن مرض ما، من موقع قد لا يكون متخصصاً جعلت من هذا الإنسان السائل طبيباً وعالماً ومتخصصاً في هذا المرض، منحته الثقة المفرطة التي قد تتسبب في وفاته، لأنه إن كان يعاني من هذا المرض، فقد لا يوافق على تشخيص طبيبه ويرفض العلاج ثم يبتكر أدوية وعلاجات وفق بحثه على شبكة الإنترنت.
مثل هذه الحالات سواء في مجال الطب أو في مجالات علمية أخرى، تعتبر خير دليل على تداخل مفهوم الرأي مع العلم، البعض يتحدث عن حقائق مثبتة ويحرفها، وعندما تصحح معلوماته يقول بأن هذا رأيه، عزيزي: ليس لك رأي هنا، هذا علم مثبت وحقيقة لا تقبل اجتهادك.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here