تقارير

لنأخذ زمام المبادرة

المصدر

شيماء المرزوقي

من المواضيع والقضايا الحيوية والمهمة المسلم بصحتها أن البشرية متنوعة وأن الأعراق والشعوب والمجتمعات متباينة ومختلفة في جوانب كثيرة، حتى أننا نسلّم ونعرف هذه الاختلافات التي سببت انفصالاً وحروباً بين الكثير من الأمم والشعوب. والتاريخ البشري يفصح عن حوادث وقصص تكاد لا تنتهي عن هذه الاختلافات الجسيمة، ومع هذا فإن الإنسان يتشابه في جيناته وفي طرق تفكيره وفي بنائه وقدراته وكل جوانب حياته، فلا فرق بين إنسان وآخر، فلا وجود للإنسان الخارق أو الذي يملك قدرات ذهنية أو جسدية تختلف عن السواد الأعظم، قد يكون رياضياً ويتميز بالقوة البدنية ويمكن أن يحقق أرقاماً قياسية، لكنه إنسان تقتله الرصاصة الصغيرة أو جرثومة سامة.
وبالتالي، إن أمعنا النظر والتفكير، فإن كل خلاف أو صراع نشأ بسبب لوثة عنصرية أو بسبب تميز عرق عن الآخر، جميعها ادعاءات زائفة جردها العلم والتطور البشري من أية قيمة ومعنى، وبالتالي لا يمكن المراهنة عليها، ولم تعد تملك الوهج والحجة القوية لتكون سبباً للظلم والقسوة على الآخرين، بل إنني أعتقد أن ما يجمع البشرية أكثر مما يفرقها، ومسببات التعاون والصداقة والتفاهم أعظم من العداوة والشك والاختلاف، لأن لدينا، كبشرية، قضايا حيوية ومهمة، تجمع سكان الكرة الأرضية.
قضايا تمس كل إنسان وتستحق أن ينتظم الجميع تحت لواء أممي لمعالجتها والتصدي لأخطارها، وبطبيعة الحال لا أقصد ما تبنته البعض من الأفلام السينمائية عندما روجت لغزو كائنات فضائية للأرض، ما أدى لاتحاد جميع الدول لمقاومة هذا الغزو الذي يهدد الحياة البشرية، مع أن هذا الموضوع حيوي لاستحضاره لإثبات حقيقة جوهرية في عقل وضمير كل إنسان، وهو سعيه وركضه نحو التضامن والاتحاد عندما يهدد حياته بالخطر من عدو آخر بعيد، فتجده يقترب أكثر من الآخرين لأن هذه الوحدة والتضامن يحققان له الأمن.
لسنا في حاجة لاستحضار قضايا ومواضيع تناولتها الأفلام التي تكاد تكون خيالية أو غير واقعية، لأن على كوكبنا قضايا ومواضيع فعلية نعيشها وندرك خطرها وتعتبر مهددة للجنس البشري، وتحتاج للوحدة والاتفاق لمعالجتها والعمل على أمن الإنسان على هذا الكوكب، مثل قضايا المناخ وتلويث البحار وتدمير البيئات وحرق الغابات والصيد الجائر للحيوانات البرية والبحرية، وغيرها الكثير من القضايا والمواضيع الأممية التي تحتاج للتضامن لحماية كوكبنا الجميل من الانهيار. كم أتمنى أن تصدر مبادرة أممية من الإمارات لتبني هذا الجهد العالمي.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here