تقارير

لغات نوبلية

المصدر

يوسف أبو لوز

على هامش التحقيق الثقافي في جريدتنا «الخليج»، أمس، حول جائزة نوبل للآداب، ورد أن أهم اللغات الفائزة بالجائزة هي: الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والسويدية، والإيطالية، والروسية، وذلك تبعاً لعدد الفائزين الذين كتبوا بهذه اللغات الست، ولكن قيمة العمل الأدبي، سواء أكان شعراً أم رواية، تكمن في إنسانيته وشموليته الكونية وإبداعيته حتى لو كتب بلغة إحدى القبائل الإفريقية الآيلة إلى الانقراض، فالكاتب هو من «يعولم» لغته ويجعل منها لغة كونية من خلال الأدب إذا كتب بعبقرية استثنائية.
بالطبع، نفهم، لماذا لم ترد اللغة العربية في قائمة لغات نوبل للأدب، فلم يفز بهذه الجائزة التي تعود إلى العام 1901 سوى روائي عربي واحد، كما يعلم الجميع، هو نجيب محفوظ، ولكن المستغرب في قائمة لغات نوبل الأدبية هو غياب اللغة الألمانية، فقد فاز شعراء وروائيون ألمان ناهزوا العشرة من بينهم على سبيل المثال لا الحصر: تيويودور مومسن، ولنلاحظ هنا أنه من أوائل من فازوا بهذه الجائزة العالمية بعد إطلاقها بعام واحد فقط، فقد فاز بها في العام 1902، لا بل إن النصف الأول من القرن العشرين يكاد يكون نصف قرن ألمانياً بامتياز على مستوى نوبل الأدب: في العام 1908 فاز الألماني رودلف اوكن، وفي العام 1910 فاز بول فون هايس، وفي العام 1912 جرهارت هاوبتمن، وفاز توماس مان في العام 1929، وهرمان هيسه 1946، وبذلك تكون الألمانية لغة نوبلية وأكثر استحقاقاً بهذا التوصيف من اللغة السويدية، لغة بلاد الجائزة.
اللغة اليابانية أيضاً لغة نوبلية أدبية وعلمية أيضاً، فقد فاز بنوبل الأدب ثلاثة كتاب يابانيين: ياسوناري كوابان 1968، وكنزا بورو اوي 1994، وكازوو إيشيجورو في العام 2017.
اللغة الصينية لغة نوبلية أدبية وعلمية، فقد فاز بنوبل للأدب اثنان من الكتّاب الصينيين: جاو سنجيان في العام 2000 لكنه يحمل الجنسية الفرنسية، وفي العام 2012، فاز بها الروائي الصيني مو يان.
حين نتحدث عن «نوبلية» لغات العالم، علينا ألا ننسى أن اللغة كائن حيّ لا يتجزأ، فهناك الكثير من علماء الفيزياء، والكيمياء، والطب، والتخصصات العلمية الدقيقة.. ألمان وصينيون ويابانيون فازوا بنوبل، وهؤلاء، لا ينفصلون من حيث الانتماء اللغوي عن أبناء جلدتهم من الأدباء النوبليين.
هذه أيام نوبلية مرتقبة وأكثر من يُفترض أن يترقبها نحن العرب، فلدينا أدباء تخطوا حاجز الصوت المحفوظي، كما لدينا فيزيائيون وكيميائيون هم على الأقل في مستوى حاجز الصوت الزويلي.

yabolouz@gmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here