تقارير

لا للتجمعات

المصدر

راشد محمد النعيمي

في موضوع التعاطي مع «كورونا» الذي بات جزءاً من حياتنا اليومية، نراهن على الوعي ونُعوّل على الالتزام والتقيد الذي بات سمة حياتنا اليومية في كل تفاصيلها، بعد أن قامت الجهات المختصة باستنفار شامل وعمل متواصل غير مسبوق هدفه حماية المجتمع أولاً، وتوفير مختلف أنواع الوقاية، ومن ثم العناية والعلاج، وكان الرهان على تعاون المجتمع وتفهمه لحقيقة هذا الفيروس وخطورته وطريقة انتشاره؛ لذلك كان الالتزام هو كلمة السر في هذه المواجهة التي لم تنتهِ حتى الآن، على الرغم من أن الحياة تبدو وكأنها قد عادت إلى طبيعتها، لكن وفق ضوابط يجب ألا يُهملها أحد أو يتقاعس عن الإيفاء بمتطلباتها.
مناسبة الحديث هي إعلان شرطة أبوظبي تسجيل 1252 مخالفة لقرار منع أو تقييد التجمعات أو الاجتماعات، أو إقامة الاحتفالات العامة أو الخاصة، أو التجمع في الأماكن العامة، أو المزارع الخاصة (العزب) في الإمارة، ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19)، وهو رقم يبدو كبيراً على مستوى إمارة واحدة، ويبعث بمؤشرات غير مطمئنة عن تزعزع مستوى الوعي والالتزام، والتضحية بصحة الفرد والأسرة والمجتمع، من أجل أمور لا تبدو مهمة بالنظر إلى الوضع الحالي وخطورة الفيروس وتزايد الحالات مجدداً، في وقت بُحت فيه الأصوات تحذر وتدعو إلى نمط جديد من الحياة يهتم بالأولويات ويؤجل كل مظاهر أخرى غير ذات أهمية، أو يدعو إلى تغييرها بما يتوافق والمحاذير.
شرطة أبوظبي التي دعت الجمهور إلى التقيد بالإجراءات الاحترازية والتعليمات الخاصة بالوقاية من خطر الإصابة بـ«كوفيد ـ 19» لسلامتهم وسلامة أسرهم، أكدت في دعوة صادقة أن تكاتف أفراد المجتمع يعد ركيزة أساسية في إنجاح الجهود التي تبذلها الدولة لمكافحة انتشار العدوى، وحثت على ضرورة توعية النشء والحرص على تطبيق الإجراءات المطلوبة، للإسهام في سرعة عودة الحياة الطبيعية، وهو الأمر الذي ينشده الجميع ويسعون إليه، ولكي يتحقق عليهم أن يعملوا فريقاً واحداً من أجل تحقيقه على أرض الواقع دون مخالفات أو تجمعات تصل غرامتها حالياً إلى 10 آلاف درهم، لمن قام بالدعوة والتنظيم، و5000 درهم لكل من شارك.
جميعنا متلهفون لعودة الحياة إلى طبيعتها، لكن التسرع في ذلك وإهمال الضوابط والقيود يُعيدنا مجدداً إلى المربع الأول، وهو أمر لا نتمناه؛ لأنه يقوض جهود الدولة. ومن يقف ليلاً ونهاراً متصدياً لهذا الوباء حرصاً على حماية المجتمع، مجنداً كل الطاقات للوصول إلى بر الأمان، ينتظر منا جميعاً أن نتعاون ونتكاتف لتحقيق هذا الهدف؛ لذلك علينا أن نعيد حساباتنا وننظر حولنا بعين التقدير والموضوعية والحكمة، لنكون ركيزة أساسية في دعم الجهود المبذولة، والمشاركة ـ عبر التزامنا ـ في الوصول إلى الهدف الأسمى.

ALNAYMI@yahoo.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here