تقارير

لا تعتمد على الحظ

المصدر

شيماء المرزوقي

تكتسب قراراتنا خطورة بالغة في مسيرتنا، لأنه لا فكاك من أن تمر بنا مرحلة أو محطة إلا ونتخذ فيها قراراً، وبما أنه من البديهي أن تمر بنا لحظات تتطلب اتخاذ القرار، فإن من الأهمية معرفة مهارة القرار الصحيح، مهارة القرار المفيد الذي يدفع بنا نحو الأمام ويدفع بنا نحو النجاح، القرار البنّاء وليس ذلك الذي يهدم ويحطم.
القرارات تبدأ معنا منذ الصباح في أولى خطواتنا نحو مقار عملنا، ولا تتوقف، وإن أمعنت التفكير فإنك ستجدها في كل جزئية من حياتنا. في كتابه الذي حمل عنوان «لماذا تعتمد على الحظ؟ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة»، قال هارولد دبليو لويس: «ما من مفرٍّ من اتخاذ القرارات. أحياناً نتخذ القرارات في غمرة لحظات السعادة، وأحياناً في غيرها. أحياناً في حياتنا المهنية أو العملية، وأحياناً في غيرها. أحياناً من أجل ربح أو تحقيق تقدُّم، وأحياناً لأجل شيء آخَر. أحياناً لأننا قرَّرنا أنه قد حان الوقت لاتخاذ قرار، وأحياناً لأن اتخاذ القرار يُفرَض علينا. ومهما كانت الأسباب، فمِن المنطقي أن نؤدِّي هذه المهمة بكفاءة بدلاً من الاعتماد على الحظ؛ ما يعني أن فهْم الكيفية التي تُتَّخَذ بها القراراتُ أمرٌ له جدواه».
اليوم الذي نقضيه يمر به العديد من المواقف التي تتطلب أن نصدر قراراً حولها، كل صغيرة وكبيرة في تعاملاتنا وإجراءاتنا جميعها متعلقة بالقرار، وهذه القرارات هي تراكمات في نهاية المطاف تحدد فشلنا أو نجاحنا، لذا لا تستغرب أن تجد الكثير ممن تحدثوا عن أثر تلك القرارات على مسيرتنا الحياتية، ولا تدهش إن قرأت قصصاً لأناس انهارت طموحاتهم وتراجعت عزائمهم بسبب خطأ هنا أو هناك في قرار تم اتخاذه في لحظة خطأ ووفق قراءة غير دقيقة. القرارات الفردية أو تلك التي تعتبر تبعاتها ملاصقة لنا وتؤثر علينا بشكل مباشر، يعتبرها البعض بسيطة ومتواضعة ولا أثر لها، والحقيقة خلاف هذا تماماً، وإن كان الميزان أو المعادلة تتعلق بالمكسب والخسارة، فإن القرارات غير المدروسة والتي لم يعرف أثرها قد تؤدي إلى خسارة الجهد والوقت وأيضاً الخسارة المادية.
عندما تتخذ قراراً فليس للحظ أو الصدفة يد فيه، ولا يجب المراهنة على الظنون، دوماً يجب أن تنطلق قراراتنا من المعرفة ومن ورؤية وعلم، وأيضاً من إلمام بما سيترتب عليها سواء أكانت صحيحة أو خطأ. يجب أن نتعلم كيف نستوعب القرار الخطأ وكيف نتلافاه ونعالجه ونصححه.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here