تقارير

«كورونا» وترشيد الاستهلاك

المصدر

ابن الديرة

يعتبر وقف هدر الغذاء توجهاً استراتيجياً لتعزيز الأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعد تفعيل دور مختلف الشركاء في الحكومة والقطاع الخاص بجانب أفراد المجتمع، ركيزة رئيسية لتحقيق هذا الهدف، وهو أحد أهم التحديات العالمية التي تستوجب إيجاد حلول عملية لها، لتعزيز قدرة العالم على إنتاج غذاء صحي ومستدام يفي باحتياجات سكانه في المستقبل ويسهم في القضاء على الجوع.
العالم ببساطة يعترف بأنه يتم هدر نحو ثلث الأغذية المنتجة، بينما يعاني أكثر من 850 مليون شخص من الجوع كل يوم في جميع أنحاء العالم، ولو تم توفير نصف هذا الطعام المفقود فقط، لتمكن العالم من القضاء على الجوع إلى غير رجعة.
والإمارات كعادتها في الاهتمام بكل ما يتعلق بتطور الإنسان ورفاهية معيشته، تولي أهمية كبيرة لمشكلة فقد وهدر الغذاء، وتطوير منظومة متكاملة لخفض نفايات الطعام ضمن سلاسل التوريد، هو أحد أهم أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي.
وما نستطيع التأكيد عليه بثقة أن مختلف الجهات المعنية في الدولة تعمل على تحقيق رؤية القيادة الرشيدة، الهادفة إلى رفع وعي المجتمع تجاه سلوكيات ترشيد الغذاء، التي تسهم بشدة في الحد من هدر الغذاء.
لقد تصدرت قضية مواجهة ظاهرة هدر الطعام في ظل جائحة «كورونا» قائمة أولويات العمل الحكومي في أغلب دول العالم، والإمارات في الطليعة منها، خاصة مع ما فرضته تداعيات الوباء من تحديات في تأمين الإمدادات الغذائية، والسيطرة على الارتفاعات المستمرة في معدلات الاستهلاك والتخزين العشوائي.
خلال انتشار فيروس كورونا الوبائي، أظهرت الإمارات حرفية عالية في التعامل مع تحدي تأمين الإمدادات الغذائية للسكان، ونجحت في المحافظة على وفرة المواد الغذائية في منافذ البيع من دون ارتفاع أسعارها إلا في أضيق الحدود، جنباً إلى جنب مع حملات تفتيش مكثفة وعقوبات صارمة بحق المخالفين. إلا أن هذا النجاح لم يمنع من طرح النقاش حول كثير من العادات الاستهلاكية، والدعوة إلى تبني سلوكيات أكثر حكمة تقوم على ترشيد الإنفاق والاستهلاك، لتعزيز ثقافتهما في المجتمع.
وما نحن بحاجة للتأكيد عليه باستمرار، هو أن ثقافة ترشيد الاستهلاك، والتخلي عن عادة الإسراف التي لا تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي، استراتيجية فائقة الأهمية، خاصة بالنسبة للدول التي لم تصل إلى مراحل متقدمة من إنتاج غذائها الذي تحتاج إليه، أي أنها لم تكتف ذاتياً بعد.
لتحقيق ثقافة ترشيد الاستهلاك يجب على كل فئات المجتمع اتباع أنماط غذائية صحية، والحد من هدر الغذاء، وزيادة الوعي بسلوكيات الشراء السليم، كخطوة هامة للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي الحقيقي.

ebnaldeera@gmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here