ظهر فيروس كورونا المستجد (COVID-19) في الصين منذ ديسمبر 2019، ومنذ ذلك الوقت وهو في انتشار مستمر حتى وصل للولايات المتحدة الأمريكية، مرورا بالدول الأوروبية التي كان لها النصيب الأكبر من هذا الوباء.
وعلى الرغم من الكم الكبير من الأحزان التي خلفها فيروس كورونا المستجد وهو يمر بمختلف الدول متنقلا، فيبدو أن رحلته لم تنته بعد، حيث يمكن ملاحظة أن لهذا الفيروس موجة ثانية تكاد تساوي موجته الأولى في القوة، وهذا ما يدعو المرء للتساؤل عن متى سيختفي هذا الوباء من الوجود؟.
يعد الفحص واكتشاف فيروس كورونا المستجد (COVID-19) منذ بدايته من أهم الخطوات لاحتواء هذا الوباء، ولذلك تم ابتكار أدوات ومعدات تسهل عملية الفحص الأولي للمريض بل تسرع من اكتشافه في مراحله الأولى، ولذلك فإن مراكز الأبحاث حول العالم على الرغم من انشغالها في إنتاج علاج لهذا الوباء، فإنها تعمل أيضا على ابتكار تقنيات تشخيص تسهم في تخفيف وطأة هذه الجائحة إلى حين القضاء عليها.
تعد إسبانيا من الدول التي تعمل على أبحاث مكافحة فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، وهذا ليس مستغربا، حيث إنها من الدول الأكثر تأثرا بهذا الوباء. فقد أنتجت إسبانيا عددا من الأبحاث التي تتطرق لمختلف مراحل التعامل مع هذا الفيروس، بدءًا من تشخيصه إلى التعامل مع حالاته الإيجابية وصولا إلى المتابعة بعد التعافي. فمثلا نشرت جامعة فالادوليد (Universidad de Valladolid) بإسبانيا طريقة مبتكرة لاكتشاف وتشخيص فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، حيث ذكرت الدكتورة إيزابيل دي لا توري (Isabel de la Torre) أنها تمكنت مع عدد من الباحثين من استخدام أحدث خوارزميات الرؤية بالحاسب في فحص واكتشاف حالات الاشتباه بفيروس كورونا، حيث تطلع خوارزميات الذكاء الاصطناعي على صورة الأشعة التي يتم عملها لرئة المشتبه بإصابتهم بالفيروس، ومن ثم تتمكن الخوارزمية من تحديد ما إذا كانت الحالة إيجابية أم سلبية. لا تتوقف هذه الخوارزمية عند هذا الحد فحسب، بل تستطيع تمييز عدد من الأمراض الأخرى في حال مثلا كان المريض لا يعاني فيروس كورونا المستجد (COVID-19). يذكر أن دقة هذه الخوارزميات تجاوزت 97%، وهي نسبة تعد عالية جدا.
من المعلوم أن الحاجة البشرية تقود في كثير من الحالات إلى الابتكار والاختراع، ومكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (COVID-19) تعد إحدى هذه الحاجات الملحة التي قادت العالم أجمع إلى البحث والتطوير، للوصول لاختراعات تمكنهم من التغلب على هذا الوباء.
Next Page >