تقارير

كفى استهتاراً بالرموز

المصدر

عبد اللطيف الزبيدي

هل الإسلام صفة وموصوف، نسبة ومنسوب، حسب الذوق والمزاج؟ بأي حق يقفز بعض الأوروبيين رامين الإسلام والمسلمين بسهام وقحة تتكرّر منذ عقود: الإرهاب الإسلامي، العنف الإسلامي، الانعزال وهلمّ جرّا من التجاوزات في حق دين له مليار وخمسمئة مليون من الأتباع، ويزيد. في حين لا يخطر على بال مسلم مستقيم، قلبه سليم، ضميره قويم، أن ينسب الإجرام إلى الديانات الأخرى، السماوية منها والوضعية.

لم تعد حماقات الهجو الكاريكاتوري حكراً على بلد بالذات، فالعدوى أصابت وسائط الإعلام في أكثر من بلد أوروبي، أوروبا الحضارة ذات النضارة، بخٍ بخٍ مدنيّة، وانحطاطاً باسم الحريّة الإعلاميّة. حذار ثم حذار اللعب بمشاعر مليار ونصف المليار مسلم في أعظم علاقة بين العواطف والمقدسات، وإذا كان بعض البلدان الإسلامية، شأن دولة الإمارات، قد سنّ قانوناً يجرّم الكراهية، ويعاقب الإساءة إلى الأديان والمعتقدات، وإذا كان إيمان المسلم يتنافى والنيل من رموز الأديان الأخرى، ويرفض أن يعدّ ذلك حريّة تعبير وديمقراطية وغيرها من الذرائع البغيضة التي تتخفى وراءها الأغراض الدنيئة، فإن تلك المبرّرات الواهية لا تعني أن ألفاً وخمسمئة مليون مسلم، يمكن أن يشعروا باللامبالاة إزاء إهانة دينهم وتعاليمهم ورموزهم المقدسة.

يجب أن يوضع حدّ لهذا الاستهتار. حذار ثم حذار، لأن الاستهانة بهذه الأمور أكبر دليل أن منظومتي الدول العربية والإسلامية، لا تدرك أبعاد عدم القدرة على الردّ الحازم الحاسم حين يستهزىء جهلة قيم حريّة التعبير برسول الأمّة الإسلامية. المسلمون يرفضون اتخاذ رسل الأديان الأخرى وأنبيائها هزءا، فكيف يرضونه لخاتم الأنبياء والرسل؟ يجب أن يوضع حدّ للتلاعب السفيه بالمفردات: لا وجود لإرهاب إسلامي. الإسلام براء من قتل الأبرياء والمدنيين. الحديث عن إرهاب إسلامي ليس سوى اتهام الإسلام بأنه إرهاب. ولا تصح العبارة إلاّ إذا قام الإرهاب على الشريعة وأصول الدين. هذه سفاهة في حق الإسلام. إذا نسبت الإرهاب إلى الإسلام، فقد جعلت صاحب الرسالة حامل رسالة إرهابية إلى البشرية. تعلم المشارق والمغارب أن كتلة القوى الغربية بكل قواها الصلبة والناعمة، أجبن من أن تتطاول على بشر عاديين لا على مقدسات. فلماذا هم شجعان على أمّتنا؟

لزوم ما يلزم: النتيجة الوجودية: على دول العالم الإسلامي أن تبرّر وجودها أمام شعوبها أوّلاً.

abuzzabaed@gmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here