تقارير

غبار الانتخابات الأمريكية

المصدر

صادق ناشر

في واحدة من نتائج المعارك الانتخابية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقررة في الثالث من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، أكد الحزب الديمقراطي عبر رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، أنه سيقدم الجمعة مشروع قانون لتشكيل لجنة للتحقيق في قدرة الرئيس دونالد ترامب على قيادة الولايات المتحدة، في وقت عاد ترامب للهجوم على المرشح الديمقراطي جو بايدن، قائلاً إنه في حال فاز في الانتخابات فلن يستطيع الصمود أكثر من 3 أشهر، وسيسلم السلطة لنائبته كامالا هاريس.

بيلوسي وفي إطار تبريرها لمقترحها بإجراء تحقيق يمهد لاتخاذ قانون حول قدرة الرئيس على قيادة البلاد، تنطلق من كون القانون، في حال تم إقراره سوف يساعد في ضمان قيادة فعّالة وغير منقطعة في أعلى منصب في الفرع التنفيذي للإدارة الأمريكية، وأن ذلك يندرج في إطار التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي الذي ينص على تنازل الرئيس عن مقاليد السلطة لنائبه إذا لم يعد في وضع يسمح له بالحكم.

وعلى الرغم من أن مثل هذا المقترح لن يتمكن الديمقراطيون من تمريره، إلا أنه سيثير قلاقل في الصف الجمهوري، لأنه سيظهر الرئيس ضعيفاً وغير قادر على ممارسة مهامه، وأن ذلك قد يلحق ضرراً بفرص فوزه في الانتخابات التي تعد الأكثر شراسة من بين كل الدورات الانتخابية التي شهدتها البلاد منذ زمن طويل.

كانت إصابة ترامب بفيروس «كورونا» السبب في تصعيد حدة الهجوم الذي تعرض له من جانب الديمقراطيين، لدرجة التشكيك بأهليته وقدرته على إدارة الولايات المتحدة، حيث شكلت الإصابة نقطة تحول في المسار الانتخابي، الذي يرى البعض لأنه قد يصب في مصلحة بايدن، أو يخدم ترامب من جانب إنساني.

وعلى الرغم من أن الإصابة جاءت في توقيت قاتل لترامب، إلا أنه يحاول، ومعه الآلة الإعلامية الضخمة من الجمهوريين ورجال الأعمال، تغيير مسار الانتخابات وتوظيف ذلك في مصلحته للمعركة الكبرى التي قد تبقيه أربع سنوات إضافية في البيت الأبيض أو تخرجه خالي الوفاض، وقد ركز الديمقراطيون على نقطة الضعف التي بدا عليها ترامب بإصابته، وذلك من زاويتين، الأولى أظهرته أنه غير حريص على التعامل الجدّي مع وباء «كورونا»، بل وبدا مستهتراً بتداعيات خلال الأزمة التي عاشها العالم في الأشهر الثمانية الماضية، أما النقطة الثانية، فتكمن في أن وضعه الصحي لم يعد يسمح له بإدارة الولايات المتحدة والتعاطي مع مختلف القضايا التي تواجه الدولة الأعظم في العالم، ما يعني أن نجمها قد بدأ بالأفول فعلاً.

Sadeqnasher8@gmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here