تقارير

عشرون عاماً في الخليج

المصدر

جمال الدويري

عشرون عاماً بالتمام والكمال.. في بلاط «الخليج»، استهللت فيها رحلة غربتي وعملي، كنت أظنها ستكون مريرة وصعبة وطنياً ومهنياً، لكن توالي السنوات كان يثبت لي كل يوم، كم أن دولة الإمارات بشعبها وقيادتها معطاءة ومحبة ويتسع صدرها لكل راغب في العيش فيها، وكم هي «الخليج» بيت وأهل ومدرسة، وحضن كبير حنون.
عقدان من العمل في «الخليج» كنز يفخر بامتلاكه كل من عمل بفكر منفتح وبعد نظر، أمضيته في رحاب «الدار» بتفاصيل أكثر من أن تُكتب في زاوية. في كل يوم منها حكاية، وخبر وقصة، تتلمذنا فيها على يد الراحلين تريم وعبدالله عمران، طيب الله ثراهما، اللذين كانا وما زالا، حاضرين في وجدان «الخليج»، إلى أن قاد الدفة بكل مسؤولية خالد عبدالله تريم.
في تفاصيل العمل اليومي حكايات وحكايات، فأيامي في «الخليج» التي التحقت بها في 16 أكتوبر 2000، مرت كلمح البصر، ولم أجدها طويلة إلا في كلام والديّ، حفظهما الله، حينما أخبرتهما منذ أيام، أنني اليوم أمضي 20 عاماً في الإمارات.
هنا، في الإمارات، وفي «الخليج» كبرنا، تعرفنا إلى الحياة بحلوها ومرها، عشنا تفاصيل أكثر بكثير من أن تروى، وإن كان العمر لم يسعفني للاقتراب أكثر من الراحل تريم عمران؛ حيث كنت صحفياً مبتدئاً، وغادرنا، رحمه الله، مبكراً في 2002، إلا أن حظي كان وافراً بالاقتراب من الدكتور عبدالله، فمجالسته حتى لربع ساعة، تعطيك من عمق الرؤية وخبرة الحياة الشيء الكثير؛ كان أكثر من أستاذ وأكثر من معلم، مجبولاً دائماً بالهم الوطني وقضايا العرب، يقض مضجعه خبر عن حادثة هنا، وتؤرقه معلومة عن حدث ما هناك، ويفرحه أي تميز ونجاح في أي بلد عربي. كان دائماً مشغولاً بالصحافة، في كل تفاصيلها وكل أخبارها، لم يكن يمر خبر دون لمسة، أو توجيه.
«الخليج»، وهي تطوق عنقها بذهب التألق والنجاح، ومرور 50 عاماً على تأسيسها، مؤسسة رائدة بكل ما تعني الكلمة من معنى، والعمل فيها شاق ومجبول بالمحبة والخبرة المكتسبة كل يوم، تبقى مستعدة وجاهزة للتطوير والتحديث، فالقادم أجمل وأكثر بهاء، والقلادة الماسية قريبة من العقول والقلوب.
هذه هي «الخليج» قصة حب وعشق وشغف بالمهنة لا ينتهي، عمل دؤوب ليس كغيره من الأعمال، يسمح بالإبحار في تفاصيل مئات الأخبار يومياً، مهنة لا يعرف تفاصيلها القارئ، ولا تتالي مراحل العمل فيها، ولا القلق والهواجس التي تنتاب الصحفيين، مهنة المتاعب بكل تفاصيلها، تأتي في كل ساعة بالجديد، وفي كل دقيقة بحدث، وفي كل ثانية بخبر، هذه خلاصة تجربة في «الخليج» تفاصيلها أكبر من 20 عاماً من العمل الصحفي. وبتوالي السنوات تتغير أشياء كثيرة ويبقى هذا العشق راسخاً وقائماً ولا يعترف بالوقت أو الحدود.

jamal@daralkhaleej.ae

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here