أرشيف

عشبة المعنى

المصدر

خطئي بأنكَ قد عرفتَ حقولي وعرفتَ أزهاري وطعم فصولي
وأكلتَ من ثمري الشهيِّ ومتَّ في أعنابه ودهستَ كلَّ طلولي
وسرقتَ من ثمر الحديقة آثماً كنتَ الملاك بمقلتي عزريل
وكرعتَ من نهري وعشت منعَّماً وأنا أعيش خسارتي وذهولي
وقرأتَ دفتريَ الجميلَ وكلُّه ما قاله التكبير للتهليل
وتمزّقت بيديك أجملُ قصة نزلتْ ولم تأت اللّغى بمثيل
ومشيتَ في طرقي التي أشعلتُها بمشاعري وقصائدي وفتيلي
وهدمتَ محراب الهوى في دربنا ومسحتَ من آذاننا ترتيلي
قد كنتُ أحلى نغمة لصهيلنا ماذا ستروي عن أذاك خيولي؟
أنا زارع المعنى الجميل وخُنتَني الغار غاري والهديل هديلي
وصنعتُ من فجري اللذيذ قصائداً أحكي بها عن حوملي ودَخولي
متبعثر أحصي القصائد باكياً وأعدُّ ثم أتيه في تفصيلي
خطئي بأنك لم تُحسّ بأننا شمسان في جسد وصرتَ أفولي
خطئي وما علم الورى من قبلنا عن قاتلين تكاثروا وقتيل
أأفلسف اللحظات ماذا في دمي من عُشبة المعنى ومن تخييلي؟
كنتُ الصديق قتلتَ أحلى أحرفي وقتلتَ ما يسعى له تأويلي
وهرقتَ ما صنع الزمان ولم يعد في المفردات بقية لعويل
وقتلتَ أحلامي التي هذّبتُها وقتلتَ حتى غيبتي ورحيلي
وسرقت عرش النور كنتَ سنيننا مرّتْ ولم يُثمر لها إكليلي
كان الوفا إنجيل حبٍّ دائم عندي وأنت تهين لي إنجيلي
أنت احتدام اللؤم ثوبك مرهفٌ وهناك في القلب البعيد فضولي
عشتَ الغفاريَّ الجميل تخادعاً ورأيت فيك ملامح ابن سلول
كيف استطعتَ بأن تعيش بمطلع شهم وقافية من المجهول
زُمر من الود القديم دفنتَها وهجرتها يا سوءة المخبول
ستعيش محتشد الظلام ستنتهي أسطورة التكذيب والتهويل
لم يبق في الدرب الطويل حكاية كي أستعيد الزيت للقنديل
يا غابة الألغاز عشتَ قصائدي ومدائحي وتركتني لذبولي
وأنا أسير على الأسنة في دمي معنى يضيق به هنا تفصيلي
أغدا ستكتشف الحقيقة؟! ربما وأشكّ في معناك دون هطولي
سأظل أنبت في الدروب سينتهي ما صغتَه من لؤمك المتبول
سأظل أكبر كل حين إنني كالغول هل تصغي لصوت الغول؟
سأظل خاطرة المنام تُحسّني في يقظةٍ أو غفوة ومقيل
تعِب الظلام. أنا رأيتُ نجومه وثيابه في لحظة ترثي لي
لكنني قاومت كلَّ خداعِه وتفاءلتْ أرضي وكلّ حقولي
واهتزّ صوت البرق خلف مراكبي وأتيت بالقرآن والإنجيل
لم يستطع عصف الرياح يهزُّني وأنا النخيل أما رأيت نخيلي
أنا لا ألومك! إنما أبكي على ما قاله المزمار للمنديل
أنا لا ألومك! مرّ عمري كله والساخطون تعلقوا بذيولي
أنا لا ألومك! مات وقتي وانقضى زمن الرجوع وودّعتك فصولي
الآن لا تدري القصيدة بحرها والموج يغرق والنشيد رسولي
الآن أدركت الحقيقة. ليلة حُبلى وجاء جنينها كالغول
الشامتون أنا أعيد قراءتي للماء بين دُخولهم ودُخولي
فسّرت طعم الحب صرت خبيره والأمس مات خموله وخمولي
ماضٍ بلا جبريل ينفثُ صبره وأنا أصوغ حكايتي ونزولي
غاري أنا مهما تحزّبت القرى فأنا هنا سأعيد لي جبريلي

عبدالله الوشمي – الرياض

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here