تقارير

عالم الفطريات الخفي

المصدر

ميرلين شيردليك*

لطالما دعمت الفطريات وأثرت الحياة في كوكبنا. فهي تشكل إحدى الممالك التي يجب حمايتها بشدة، وهي فئة واسعة ومتنوعة مثل الحيوانات أو النباتات، وتوفر مفتاحاً مهماً لفهم الكوكب.

بينما تقرأ هذه الكلمات، تغير هذه الكائنات الطريقة التي تتشكل بها الحياة، كما فعلت لأكثر من مليار عام. إنها تأكل الصخور، وتصنع التربة، وتهضم الملوثات، وتغذي النباتات، كما أنها تعيش في الفضاء. وتستطيع الفطريات أيضاً إنتاج الطعام، وصنع الأدوية، كما تستطيع التلاعب بسلوك الحيوانات، وتؤثر في تكوين الغلاف الجوي للأرض.

لا يمكن تصورنا بدون الفطريات، ومع ذلك لم تتلق غير جزء صغير من الاهتمام الذي تستحقه ونادراً ما نفكر فيها.

يشير أفضل تقدير إلى أن هناك ما بين 2.2 مليون و3.8 مليون نوع من الفطريات على الأرض، ما يصل إلى 10 أضعاف العدد التقديري للأنواع النباتية، مما يعني أنه، على الأكثر، تم تحديد 8% فقط من جميع الأنواع الفطرية.

من بين هذه الأنواع، قيم الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة أولوية حفظ 358 نوعاً فقط على قائمته الحمراء للأنواع المهددة، مقارنة ب76 ألف نوع من الحيوانات، و44 ألف نوع من النباتات. بعبارة أخرى، تمثل الفطريات 0.2% من أولوياتنا العالمية بهذا الخصوص.

هذه مجرد واحدة من النتائج القاتمة لتقرير «Kew» لعام 2020 عن حالة النباتات والفطريات في العالم. بالطبع، يجب أن نشعر بقلق عميق من أن مزيجاً قاتلاً من الممارسات الزراعية غير المستدامة وتدمير الموائل مدفوعاً بسياسات الحكومة المبيدة للبيئة وجشع الشركات يهدد الآن 40% من جميع أنواع النباتات بالانقراض. ولكن الأمر المثير للقلق هو نقص تمثيل الفطريات في قوائمنا الخاصة بالحفظ.

من وجهة نظر صانعي السياسات، إذا لم يوجد شيء تحت التهديد، فلا يوجد شيء للحماية؛ لكن على الرغم من وجودها الضئيل في قوائم الأنواع المهددة بالانقراض لدينا، فإننا نعرف العديد من التهديدات للفطريات. هناك مساحات شاسعة من المملكة الفطرية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالنباتات وبالتالي يتم قتلها بنفس الأسباب، مثل إزالة الغابات. وتخضع الفطريات لتهديدات إضافية، من الحرث إلى الإفراط في استخدام المبيدات والأسمدة وغيرها.

كما هو الحال، تشير معظم التشريعات البيئية والجمعيات الدولية، مثل اتفاقية التجارة الدولية بخصوص الأنواع المهددة بالانقراض أو اتفاقية التنوع البيولوجي للأمم المتحدة، جنباً إلى جنب مع العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية، إلى الحفاظ على النباتات والحيوانات.

لعل إضافة الفطريات إلى القائمة من شأنه أن يكتب لمملكة الحياة المهملة هذه مكاناً ضمن أطر الحفظ والسياسة الزراعية، ويفتح التمويل الحاسم لبحوث الفطريات والاستطلاعات والبرامج التعليمية ذات الصلة.

* «ذا جارديان»

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here