تقارير

طور مهاراتك

المصدر

شيماء المرزوقي

في حياتنا الاجتماعية أو العملية أو في مختلف أوجه الحياة، تواجهنا عدة صعوبات تقف حجر عثرة أمامنا وتسبب لنا مطبات جسيمة، إما أن تُعيق تقدمنا أو تبطئ من مسيرتنا. وخلال عملنا على تذليل هذه الصعوبات نسمع آراء الآخرين ووجهات نظرهم، وفي بعض الأوقات نكون في أمسّ الحاجة لبعض العون والمساعدة، وفي أحيان تكون هذه المساعدة ببعض المشورة وإسداء النصيحة.
هذا بديهي وأمر عادي، جميعنا بطريقة أو بأخرى نحتاج ـ في مرحلة من مراحل العمر ـ للمساعدة حتى ولو بكلمة تحمل مشورة تضيء لنا بعض معالم الطريق. وكما ذكرت، فإن هذا أمر عادي وصورة ماثلة في حياتنا، لكن هناك فئة من الناس ترفض الإصغاء لأي صوت آخر، وترفض تماماً أن يقدم لها أي إنسان النصيحة والمساعدة، حتى وإن كانت من صاحب خبرة ومعرفة ودراية، وتعتبرها مؤشر نقص أو دلالة على عدم المعرفة والعلم، واعترافاً بالجهل أو بعدم المهارة، ومثل هذا الظن خاطئ تماماً لعدة اعتبارات وأسباب، أولها أنه لا يوجد إنسان ملم بكل العلوم والمعارف، وأيضاً توجد سمة تداهمنا جميعاً هي النسيان، ففي غمرة الحدث قد ينسى أحدهم جوانب مهمة فيأتي من يذكره بها، فهل يمكن اعتبار هذا تدخلاً في ما لا يعنيه أو اقتحاماً للخصوصية؟ بطبيعة الحال الإجابة بالنفي التام. وهناك معضلة أكبر هي عدم العلم وعدم المعرفة، وعندما يأتي من يحاول المساعدة يتم الرفض؛ بل والإقصاء، وعندما تكبر المشكلة وتتشعب تصبح الحلول أكثر صعوبة.
المكابرة وادعاء عدم الحاجة للآخرين، وأيضاً ادعاء العلم والمعرفة، جميعها جوانب تزيد في نقص الإنسان لا في تحسين صورته، وكما جاء في المثل الياباني: «من يقر بجهله يُظهره مرة واحدة، ومن يحاول إخفاءه يُظهره عدة مرات».
في بيئة العمل عندما تواجهك معضلة وصعوبة في جانب من جوانب وظيفتك، وتعترف بأنها مشكلة وتريد حلاً لها، تكون قد وضعت أولى الخطوات لمعالجتها؛ بل وضعت أهم خطوة، وعندها تجد من يقدم المساعدة ويضع بين يديك ما تحتاجه من معلومات، وتتعرف إلى الطريقة المثلى للتصحيح وفعل الصواب، وبعدها لن تحتاج مرة أخرى لمن يقدم المساعدة. أما إن رفضت وأصررت على أنك تفعل الصواب وألا مشكلة تواجهك، فالذي سيحدث ببساطة هو تكرار الخطأ والجميع يشاهدون: زملاؤك ومديرك وغيرهم، وأنت بهذه الطريقة كأنك تعلن عن جهلك مراراً وتكراراً. اطلب المساعدة ودرب نفسك وطور من مهاراتك ولا تتعال على العلم والمعرفة.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here