تقارير

صواريخ بيونج يانج الجديدة

المصدر

مورتن سوندرجارد لارسن *

كشفت كوريا الشمالية النقاب عن صاروخ باليستي جديد عابر للقارات في عرض عسكري لمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حزب العمال الكوري، في رسالة إلى واشنطن بأن النظام ملتزم بتعزيز قدراته الهجومية بعيدة المدى، على الرغم من سنوات من العلاقات الدبلوماسية المتقلبة مع الولايات المتحدة.

ويُعتقد أن الصاروخ الجديد الذي توّجَ العرض العسكري في صباح يوم السبت، الموافق 10 أكتوبر/ تشرين الأول، هو واحد من أكبر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تعمل بالوقود السائل والمحمولة بالشاحنات في العالم، ومن المحتمل أن تكون لديه القدرة على حمل رؤوس حربية متعددة، مع إمكانية الوصول إلى القارة الأمريكية الشمالية.

ويشير بروس كلينجنز، الضابط السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والخبير في شؤون كوريا الشمالية لدى مؤسسة «هيرتدج فاونديشن»، إلى أن هذا الأمر «مقلق للغاية، موضحاً أن كوريا الشمالية أظهرت أيضاً مزيداً من القدرة على صنع المزيد من منصات إطلاق الصواريخ الجديدة».

وقال: «هذا التطور مقلق لأنه سيمكن كوريا الشمالية من نشر المزيد من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ما يمنحها القدرة على تسديد ضربة نووية وقائية، أو ضربة ثانية انتقامية لشل القوة العسكرية الأمريكية».

وفي حين أن الصاروخ الجديد أكبر، وأكثر قوة من سابقه، «هواسونج-15»، إلا أنه لا يزال يعمل بالوقود السائل، ما يجعله أكثر عرضة للمخاطر من الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب عند الإطلاق.

ويوضح جو ميونج هيون، الزميل الأول في معهد «أسان» للدراسات السياسية في سيؤول أن الخطة التي أقدمت عليها بيونج يانج ما هي إلا «تحذير للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه في حال أعيد انتخابه، فإن عليه أن يستأنف المفاوضات مع كوريا الشمالية، ثم في الوقت نفسه، إنها رسالة إلى المرشح الديمقراطي، جو بايدن، بأن كوريا الشمالية يجب أن تكون على رأس أولويات سياسته الدولية في حال أصبح الرئيس».

وأضاف أن الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونج أون، يرغب بشدة، في تعزيز العلاقات الشخصية والدبلوماسية مع ترامب، لذا يود أن يراه وهو يفوز في الانتخابات. ولكن في حال كانت بيونج يانج تعتقد أن هنالك فرصة أكبر لفوز بايدن، فعليها الضغط على واشنطن عبر نشر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الجديدة.

كما أظهر العرض المزيد من القدرات العسكرية التقليدية لكوريا الشمالية، بما في ذلك الدروع الواقية للبدن، ودبابات قتالية جديدة.

وأتاح العرض للنظام الكوري طريقة لإظهار قدراته العسكرية الجديدة من دون تجاوز أي خطوط حمراء دولية، من خلال إجراء الاختبارات، كما تجنب كيم جونج، أون في خطابه أي إشارة إلى الولايات المتحدة، وشدد على أن الترسانة المتنامية تهدف إلى الردع الدفاعي.

وكانت ردة الفعل الأولية للحكومة الأمريكية على أنظمة الصواريخ الجديدة خافتة، تاركة بذلك الباب مفتوحاً أمام مفاوضات مستقبلية بشأن نزع السلاح النووي بعد اجتماعات القمة التي عقدها ترامب وجهاً لوجه مع كيم. وقال جون سابل، المتحدث باسم «البنتاجون»: «نحن على علم بالتقارير المتعلقة بالعرض العسكري، وتحليلاتنا مستمرة، ونتشاور مع حلفائنا في المنطقة».

إلا أن العرض العسكري لم يكن موجهاً لواشنطن فقط، حيث كان العرض الهائل للقوة يهدف بالمثل إلى تذكير الشعب الكوري الشمالي بقوة النظام في بيونج يانج، بعد عام مرهق ترك فيه الوباء البلاد أكثر عزلة من المعتاد في ضوء العقوبات الدولية والأعاصير التي ضربت المناطق الريفية في البلاد.

ويقول دانيال بينكستون، الأستاذ في جامعة تروي: «لقد رأينا في هذه المسيرات المواطنين، والوحدات العسكرية، وما إلى ذلك، وبالنسبة لهم فإنها تمثل شعوراً بالفخر، والقومية. وأعتقد أن هذه الإشارات الداخلية هي جزء من الإجراءات التي يتخذها النظام للبقاء في السلطة».

* صحفي مستقل مقيم في كوريا الجنوبية (فورين بوليسي)

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here