تقارير

سباق اللقاح

المصدر

ابن الديرة

صوب الإمارات تشخص العيون، وترقب البشرية جمعاء، خبراً يزف إليها كتابة أولى الكلمات في قصة نهاية فيروس «كورونا»، الذي لم يكن أحد يتصور أن يقف العالم، بكل ما يمتلكه من إمكانيات، وما تغص به دوله من مختبرات، تحت رحمة ضرباته لأكثر من عام ذاق خلاله سكان المعمورة قاطبة، مرارة انتشاره، وما فرضه من قوانين قيدت مجتمعات بأكملها، وغطت الوجوه بكمامات، نكاد لا نصبر حتى نخلعها دون رجعة.
الإمارات التي نجحت في تعزيز مركزها الإقليمي كأحد أهم اللاعبين الدوليين، في إطار تعزيز التضامن والتعاون الدولي في جهود التعامل مع الظروف الاستثنائية التي فرضها تفشي فيروس «كورونا»، باتت محطة رئيسية في الجهود العالمية الرامية للوصول إلى لقاح فاعل يُنهي أكبر تحدٍ شهدته البشرية في القرن 21، خصوصاً مع دخولنا في مرحلة انتقالية حرجة، تتطلب تعاون الجميع وتشارك العلوم والمعارف.
من الواضح أن العالم برمته يعيش سباقاً لم تعهده دوله من قبل؛ سباقاً لخير البشرية التي تنتظر بفارغ الصبر نتائج اللقاحات العالمية للفيروس، خصوصاً مع بدء موجة انتشاره الثانية التي تضرب مختلف الدول التي نجحت في الوصول بالإصابات اليومية إلى أقل معدلاتها، مهددة الجهود التي بذلت خلال الأشهر الماضية، والتي على وشك أن تذهب هباء إذا استمرت أسهم بورصة الإصابات في الصعود.
إن دخول الإمارات في شراكة مع أبرز مطوري اللقاحات في جمهوريتي الصين الشعبية وروسيا الاتحادية، وبدء التجارب السريرية النهائية على أبرز لقاحيين أعلن عنهما، وسط ترقب عالمي للنتائج النهائية، يؤكدان أن قيادتنا الرشيدة ماضية على طريق خدمة البشرية بمختلف الطرق والسبل المتاحة، ولن تقبل لعب دور المتفرج أو المنتظر لمصير تكتبه الدول الساعية إلى تطوير اللقاح.
لقد أثبتت الدولة منذ بدء الأزمة، قدرة كبيرة وحرفية في إدارة تبعاتها، مؤكدة أن الوصول إلى حل نهائي لها لابد أن يتأتى من خلال تضامن وتعاون دولي واسعين، وبناء عليه سخّرت إمكانياتها وخبراتها لخدمة الجهود العالمية الرامية إلى تطويق الجائحة حتى ننجح في وضع نهاية لها.
لقد فات الكثير ولم يبق إلا القليل، وتسارع وتيرة الأبحاث يُعطي مؤشراً على أن هزيمة الجائحة باتت قاب قوسين أو أدنى، وعليه فمن الضروري التقيد بالإجراءات الاحترازية، والالتزام بالتباعد الذي يعتبر كلمة السر في السيطرة على الجائحة، إلى حين الإعلان عن لقاح تشير المعطيات إلى أنه سيكون للإمارات اليد الطولى في تصنيعه.

ebnaldeera@gmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here