تقارير

رسل العلم

المصدر

سوسن دهنيم

كيف يمكن لطالب أحب العلم والدراسة بسبب معلميه الأوائل الذين تتلمذ على أيديهم أن يكتب عنهم في عيدهم؟
كيف يمكن لممتنٍّ أن يكتب حرفاً في من يشعر بكل الامتنان لهم؟
مر يوم المعلم قبل ثلاثة أيام، فيه يعود كل امرئ لاستذكار كل معلميه الذين أحبهم وأحبوه، الذين كانوا سبباً في معرفته، وفي تعلقه بالقلم والكتاب، وفي اهتمامه بالبحث والسؤال.
مر يوم المعلم ولم تغب معلمة واحدة عن ذاكرتي، كل أولئك اللواتي كن سبباً في كتابتي أول حرف وأول جملة وأول قصة وأول بيت شعر.
كنت محظوظة بهن، باهتمامهن الحقيقي بتلميذاتهن على اختلاف جنسياتهن.. معلمتي الأولى للغة العربية كانت فلسطينية، ومعلمتي الأولى للحساب كانت بحرينية والأولى في اللغة الإنجليزية كانت هندية، والأولى في الرياضة كانت أردنية والأولى في التربية الإسلامية كانت مصرية.
لم نكن نعرف ما تعنيه الجنسية في ذلك الوقت، فجميعهن كن ينفقن كل أوقاتهن في رغبتهن الصادقة في تقديم علمهن لنا، لم نكن نعرف أن هنالك حدوداً ودولاً وسياسات.. فقط كانت الإنسانية والشغف والإخلاص من تحكم علاقاتنا ببعضنا.
وعلى مر الأزمنة وباختلاف الأجيال والدول والمجتمعات كان المعلم هو أساس بناء الحضارة.
في كل مكان كان المعلمون يؤثرون قضاء أوقات فراغهم في محاولة معرفة كيفية تقديم درس متميز وكيفية إيصال معلومة صعبة لتلاميذهم.
وها هم اليوم كبيرهم وشابهم يحاولون تعلم كل أبجديات وخفايا التكنولوجيا كي يستطيعوا تقديم كل ما لديهم من علم ومعرفة لتلاميذهم عبر أجهزة الحاسوب والأجهزة الذكية من خلال دروس التعلم عن بعد.
معلمون في الخمسينات والستينات من العمر، بعضهم لم يعرف كيف يدخل مكالمة عبر الإنترنت من قبل يحاولون جاهدين التواصل مع تلاميذهم عن طريق مختلف البرامج اليوم، وبمختلف الوسائل والطرق ليتخطى الجميع هذه المرحلة بنجاح ويصلوا إلى وقت خال من جائحة أو وباء لتعود الأمور إلى نصابها.
لكل معلم علمني وعلم أولادي. لكل معلم أعرفه ولا أعرفه. لكل معلم مازال في وظيفته وكل معلم تقاعد أو توفاه الله.. شكراً لأنكم نور هذه الأرض، وشكراً لأنكم رسل العلم والمعرفة، وكل عام وكل يوم ونحن مدينون لكم.

sawsanon@gmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here