تقارير

دونالد جون ترامب.. الشاعر

المصدر

يوسف أبو لوز

ثمة ما هو روائي أو شعري في شخصية الرئيس الأمريكي دونالد جون ترامب، أو الأكثر دقة أن شخصيته تصلح أن تكون شخصية روائية، وليس بعيداً الآن أن أحد السينمائيين الكبار يُحضّر أو يعمل على صناعة فيلم بطله هذا الرجل ذو الشعر الأحمر صاحب المشية الأرستقراطية المتأنية.
في مطلع شبابه، كان قد درس في أكاديمية نيويورك العسكرية، ولكن لك أن تتخيل جنرالاً طوله 190 سنتيمتراً، ووزنه فوق المئة كيلوجرام كان في داخله رجل مال وأعمال بالوراثة عن والده فريد كريست ترامب. هل يمكن له أن لا يضيق ذرعاً بالبدلة العسكرية، ويتوجه إلى العقارات، والفنادق، والكازينوهات، بل وحتى إلى صناعة الطائرات، وإقامة ناطحات سحاب سوف تجعل ثروته فوق الملياري دولار وهو بعد في حيويته ومغامراته المالية؟
المال، والتجارة، والعقار، تلك هي البوصلة الثلاثية التي جعلت من رجل الحزب الجمهوري «شاعراً» على نحو ما، ذلك الشاعر الذي لا يكتب الشعر، بل أحياناً لا يحب الشعراء، وقد خلا يوم مراسم رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية في 20 يناير/كانون الثاني2017 من أي تمثيل لشاعر أمريكا، جرياً على تقليد اتبعته الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض منذ سنوات.
هو الرئيس الخامس والأربعون لأمريكا، وسيجلس في البيت الأبيض من خلفية اقتصادية صرفة، تعود إلى أجداده القدامى الذين هاجروا إلى ألمانيا، وسيملأ كرسيّه الرئاسي، ولكن بالكثير من الجدل حول شخصيته المفاجئة أحياناً، بل والغريبة الأطوار، وسوف تكون صراحته الحادّة تجاه مسؤولين في إدارته وفي العالم مادة ساخنة للإعلام، وتظهر له عداوات مباشرة في الصحافة، لكنه، لن يعبأ بشيء، إذ يعرف متى يربح، ومتى يخسر، بأعصاب باردة، ولغة استفزازية يستخدمها عند الحاجة في معاركه المتوالية.
حاول ترويض الرئيس الكوري الشمالي الغريب الأطوار هو الآخر، خرج من المحاولة الترويضية، بأن أصبح كيم جون أون أكثر غطرسة ذاتية، وهو يضع على وجهه ابتسامة مستفزة تكاد تغطي بلاده بما فيها من جنرالات قد يتفاجأ أحدهم بطلقة مسدس من يد الرئيس صاحب الحلاقة الملساء.
دونالد ترامب لا يفعل ما يفعله «أون»، بل هو كثير التغريد. أكثر رئيس أمريكي غرّد داخل السرب وخارج السرب، ولكي تكتمل صورته الشعرية يُصاب بكورونا بعد مناظرة شتائمية مع منافسه جو بايدن، ولن يكون أحد المتابعين لرواية الرجل الأحمر مخطئاً إذا قال إن الإصابة بالفيروس الخبيث جلبت له الكثير من التعاطف الشعبي الذي يُضاف أيضاً إلى صورته السينمائية التي تُصنّع بذكاء «هوليوودي» محترف بهدف الترويج والتسويق للرئيس المريض، وللدواء وللشاعر الذي لا يحب الكتابة.

yabolouz@gmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here