تقارير

دروس «كوفيد ـ 19» والمستقبل

المصدر

شيماء المرزوقي

دون أدنى شك أن العلماء، على مختلف تخصصاتهم، سيجدون مادة علمية ثرية للدراسة والبحث عما سببه وباء «كوفيد-19» في العالم من ضجيج وألم وربكة، والأهم ما أحدثه من مخاوف، وتسببه في وفيات كثيرة. من هذه الجوانب التي يجب البحث فيها بل تخصيص مؤتمرات وندوات علمية للحديث عنها، هي الاستجابة الدولية في مثل هذه الجائحة، وهل كانت في مستوى خطورة هذا الوباء؟ وهل كانت في مستوى ما أحدثه في العالم من آثار مدوية وأضرار جسيمة على مختلف الصعد والمجالات؟
أعتقد أنه يجب الإقرار بأنه يوجد خلل في الاستجابة السريعة من المنظمات الدولية المعنية بالصحة والسلامة العالمية للبشرية لإيقاف الفيروس المسبب للوباء والحد من انتشاره، والحقيقة أن هذا الإخفاق، إن صحت الكلمة، جاء بعد جهد عالمي ناجح في حادثة مشابهة وقعت في عام 2003 عندما تحقق نجاح مدوٍ في إيقاف فيروس «سارس»، وهو من عائلة «كورونا»،الذي تم تسجيل أول حالة إصابة به في الثامن والعشرين من فبراير/شباط عام 2003.
مدير البرنامج التعليمي الأوروبي لعلم الأوبئة، وعالم الأوبئة في الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في ليون، الدكتور رودولفو ساراتشي، يقول في كتابه الذي حمل عنوان «علم الأوبئة»، عن فيروس «سارس»: «وقع على عاتق إدارة الصحة العامة مهمتان مترابطتان، هما: بناء شبكة عالمية للطوارئ لاحتواء المرض، وفي الوقت نفسه بحث السبل التي تنتشر العدوى بواسطتها بهدف التحديد الدقيق لمنشأها و اكتشاف الكيفية التي انتشر بها العامل المسبب للمرض. بحلول يوليو عام 2003، تم وقف الانتشار العالمي للفيروس، عند رقم يقترب من 8000 حالة مرضية و800 حالة وفاة. كان من الممكن أن تكون الخسارة أكثر فداحة بمراحل لولا حدوث تعاون دولي جدير بالإعجاب للسيطرة على انتشار الفيروس عن طريق عزل الحالات والسيطرة على أسواق الحيوانات البرية».
كما ذكرت، البشرية تتعافى من «كوفيد-19» وسننتصر عليه، لا يوجد أدنى شك في هذا، بإذن لله وقوته، وفي اللحظة نفسها من المهم مراجعة النظام الصحي العالمي برمته لتجنب مثل هذه الجائحة أو أي أخطار صحية قد تهدد السلامة البشرية على الكرة الأرضية مستقبلاً. أظهرت هذه الجائحة قوة الرعاية الصحية في عدد من الدول على مستوى العالم مثل الإمارات، ويجب الاستفادة من خبراتها ومن آلية عملها وجهودها في مساعدة الكثير من الدول لتجاوز هذه الجائحة.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here