أرشيف

خمس قصائد

المصدر

الشّاعر

في الباب
تتوقّف امرأةٌ لتدخلَ
بغتةً ينتابها تيهٌ عظيمٌ،
تعبر الأحلامُ هائجةً،
وتحملها على موج الظنون:
طرقت ولكن لم يردّ سوى السّكون.
وقفت لتمسح دمعها العاثر
سألتْ بحزنٍ بالغٍ
في أيّ منفى يسكن الشاعر؟
في الباب من عشرين عاماً
تطرق امرأةٌ جدار القلبِ
والشّاعر
متأبّطاً أحلامَهُ يمشي على طَرِفِ الجنونْ
هو في القصيدة دائماً
إمّا يكون،
أو لا يكون.

التّماثيل

حينَ زُرْتُ المدينة
لم يكنْ في شوارِعِها أحدٌ
غير تلك التّماثيلِ
والحُجُرات التي تلعبُ الريحُ فيها وتضحَكْ
فجأةً
التَّماثيلُ مجنونةً تتحرّكْ
التّماثيلُ تمشي على الأرصفة
وتُهَمهِمُ مثلَ كُبوشٍ طعينَة
التّماثيلُ تدبُك
فيما تُضاء سماءُ المدينة
بصواريخَ ناريَّةٍ
فتسودُ السّكينة
في البلادِ الحزينة

أغنية

بشرودِكِ الأسيانْ
بالقطنِ الذي ينداحُ أسمرَ من يديكِ
إلى بحار الأرضِ والشّطآنِ
أجمعُ ما تبقّى من رماحِ الحربِ
ثمَّ أصيحُ محمولاً على الطوفانْ:
أفريقيا
أفريقيا
ضمّي لصدركِ زهرةَ الصّوّانْ
أفريقيا
أفريقيا
لا شيءَ أجملَ يا صغيرتنا
من أن نحِبَّ الآنْ

ارتباك

ذاتَ مساء
سقَطَت من كتفِ المرأةِ
ريشةُ ماء
فارتبكَ الشّعراء.

شِتاء مريض

يا لَهُ من شتاءٍ مريض
يا لَهُ من شتاء
الزّوابعُ عضّت بأسنانها شرفاتِ البيوت
والنَسورُ الحزينةُ نامت على كتف التَّلِّ
والعنكبوتْ
نسَجَتْ بيتَها في وريدِ الهواء
يا لَهُ من شتاء
رَحَلَتْ عرباتُ المطر
وسلالُ النّدى
ودخانُ الواقدِ والكستناء
رحلَ الغجرُ الطّيّبون
ورتلُ الطيور الأبابيلِ
وانثلمت شفرةُ الوردِ
تلك التي تستبدُّ بأرواحنا
وتَحُزُّ الوريدْ
وحدَهُ ديناصورِ الحديد
كان يُرعِدُ في البحر واليابسة
والأفاعي الغريبةُ تقذفُ نيرانَها
من شقوقِ السّماء.

يوسف عبدالعزيز – الأردن

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here