عربي ودولي

حين تهزم الإرادة الحديد

المصدر

قبل أعوام، وفي خضم انشغال العالم بقضايا المناخ والبيئة، قررت دولة أوروبية متقدمة حظر استخدام الأكياس البلاستيكية في المتاجر، معللة ذلك بحرصها على “إنقاذ الكوكب”. ومنذ ذلك الحين، أصبح استخدام الأكياس الورقية شعاراً لحضارة “الوعي البيئي”.
لكن في سياق آخر، أو ربما متصل. تلك الدولة ذاتها تدعم بشكلٍ مباشر وغير مشروط سياسة إسرائيل في الأراضي المحتلة، فتغض النظر عن القنابل التي تسقط على غزة، وعن الجرافات التي تهدم البيوت فوق رؤوس أهلها، وكأن الكوكب نفسه يستحق الإنقاذ، إلا حين يكون مأهولاً بفلسطينيين.
ليس غريباً أن تُرفع شعارات مثل “حماية البيئة” و”حقوق الحيوان” بينما تُهمل حقوق الإنسان في أماكن لا تتوافق مع المصالح. تبدو المعايير الغربية حينها كميزان لا يزن إلا ما يخدم الصورة اللامعة على حساب الحقيقة القاتمة.
وهكذا، تستمر الإرادة الفلسطينية في الصمود، لا لأن العالم ينصفها، بل لأن عجز إسرائيل، مهما بدا مؤقتاً، لا يستطيع كسر روح تقاوم كل سقوط، وستظل إسرائيل ومن يؤيدها منبوذين.

ثامر الغامدي

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here