أرشيف

حتى الموثق لم يعد موثوقا

المصدر

في تغريدة على حساب، الأمير سطام بن خالد آل سعود، ظهرت صور لعدة حسابات موثقة من قبل تويتر تحمل أسماء كل من: الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز، وحساب آخر يحمل اسم، الأميرة سحاب بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ويقول في التغريدة: «‏أتمنى الإبلاغ عن هذه الحسابات التي تنتحل أسماء لأميرات من آل سعود، أصبحوا يشترون حسابات موثقة، ويتم تغيير الاسم واستخدامها في عمليات النصب، فيجب على الجميع الحذر من هذه الأساليب الملتوية».
قبل هذه التغريدة كنت أعتقد أنني «فلته» في الأمن السيبراني وأنه من الصعب أن أحدا يستطيع أن «يلعب على»، ولكن لم يخطر ببالي هذه الخطة الجهنمية التي ابتكرتها عصابات السرقة، بحيث تقوم بسرقة بيانات الدخول لحسابات موثقة أو تقوم بشرائها، وتقوم بتعديل اسم العرض، ولو دققت في أسماء المستخدمين لهذه الحسابات باللغة الإنجليزية، وغيرها لعرفت أنها من الأساس لم تكن عربية أصلا، فهذا الحساب على سبيل المثال الذي انتحل شخصية الأميرة سحاب آل سعود وهو (@stephpompougnac).
في الأساس هو للموسيقي الفرنسي والذي يملك عدة حسابات موثقة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هل تمت سرقة بيانات دخوله على تويتر أم أن هذا الأمر تم بموافقته فهذا لا يهم.
المهم أن، الأمير سطام بن خالد آل سعود، قد قام بالإبلاغ عن هذه الحسابات المخصصة للسرقة والاحتيال عبر حسابه قبل ثلاثة أيام تقريبًا، وإلى لحظة كتابة هذا المقال لم يتم إغلاقها، رغم أن هذه التغريدة تم التفاعل معها بما يزيد على 1500 تفاعل ما بين ردود ورتويت وتفضيل، ناهيك عن النشر.
ما أريد قوله إن هناك حملة ضخمة تشن على جيوب المواطنين والمقيمين على أرض مملكتنا وتستغلهم للسرقة والاحتيال، إما عبر الاتصالات الواردة من شركات استثمار وهمية، أو مطالبتهم بتحديث بياناتهم المصرفية، عن طريق الرسائل أو حتى المكالمات من شرائح جوال من داخل المملكة حتى، أو بحسابات مسروقة.
وعليه فإننا بحاجة إلى نشر مكثف لمثل هذه التوعية حتى تصل الجاهل قبل العالم، والطفل قبل الكبير، حملة توعوية تقوم عليها جهة رسمية تكون محدثة بشكل شبه يومي، عن طرق الاحتيال الجديدة والتشهير بأرقام الاتصال والحسابات المشبوهة التي تم استغلالها في ذلك، لأنه مهما كان «الحرامي شاطر»، إلا أنه لا بد أن يأتي يوم ويجد جهوده بلا فائدة، وخصوصًا أنه يواجه مصاعب حتى يحصل على حساب موثق أو شريحة اتصال سعودية أو غيرها وكل ذلك مكلف بالنسبة له، فإن وجد أن المردود المادي من عمليات احتياله لم تعد ذات عائد مجد، ووجد أنه كلما أخرج رأسه بطريقة نصب جديدة، أعطاه الشعب «على دماغه»، لاحترقت جهوده وتوقف عن أفعاله، ولعرف الشعب أنه «حتى الموثق لم يعد موثوقًا».
Next Page >

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here