أرشيف

ثورة الفاتح نوفمبر “مرحلة فريدة” في نضال الشعوب من أجل التحرر

المصدر

تيزي وزو – وصف المجاهد رابح سويباس، عضو فيدرالية لجبهة التحرير الوطني بفرنسا، ثورة الفاتح نوفمبر ب"المرحلة الفريدة" في نضال الشعوب من أجل التحرر.

وتتلخص هذه اللحظة "الفريدة والإستثنائية" من خلال عدة نقاط، أبرزها — يقول المجاهد سويباس — حجم الطرفين، من جهة شعب مقهور يخضع للاستعمار منذ أزيد من قرن من الزمن، وفي المقابل دولة استعمارية تعد من بين أقوى الدول في العالم مدعمة من قبل أنظمة امبريالية عالمية، لاسيما منها حلف الناتو.

وأبرز في هذا السياق أنه رغم أن موازين القوى لم تكن متكافئة بين الطرفين إلا أن الفوز كان حليف الطرف المستضعف، الذي كان أكثر عزما واقتناعا بعدالة القضية، أي شعب يصبو للتحرر.

وتعد الثورة الجزائرية –يتابع المتحدث– "سابقة" في تاريخ الشعوب المناضلة من أجل التحرر، مشيرا إلى أن ثورة الفاتح نوفمبر ألهمت حركات التحرر عبر العالم من أجل الانعتاق من قبضة الاستعمار.

كما كانت ثورة نوفمبر المجيدة "فريدة" من حيث التنظيم والاستراتيجية، إذ تعد الحركة التحريرية المسلحة الوحيدة في العالم التي نقلت ميدان المعركة إلى إقليم العدو في عقر داره بفضل فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، يقول نفس المصدر.

وأضاف المجاهد سيوباس أن "خصوصية" حرب التحرير الوطني يومها، لا تجدها في تاريخ تحرر الشعوب، بما فيها فرنسا الاستعمارية التي كانت خلال الحرب العالمية الثانية تحت سيطرة ألمانيا، إذ لم تفكر بتاتا في نقل المعركة إلى ميدان الخصم.

واعتبر كذلك المجاهد سويباس أن توقيت اندلاع الثورة "لم يحدد "إعتباطا" أو جاء من باب الصدفة بل هو توقيت "حاسم واستراتيجي" تمت دراسته بدقة من طرف قادة الثورة يومها على ضوء المعطيات الدولية، مشيرا إلى أن الاعتبار الأساسي يكمن في كون أوروبا و فرنسا على وجه الخصوص خرجت "ضعيفة" وإستهلكت قواها في الحرب العالمية الثانية.

وفي خضم الحديث عن خصوصيات الثورة التي جعلت منها "فريدة" و"مثالا" إقتدت به حركات التحرر وقتها، ذكر المجاهد رابح سويباس، الدور الدبلوماسي إبان الثورة، معتبرا إياهما، أي العمل الدبلوماسي والثورة، "متكاملين".

وفي السياق قال المجاهد الذي عمل في مجال الدبلوماسية بعد الاستقلال، أنه "لم يكن بالإمكان نيل الاستقلال لولا النشاط الدبلوماسي الذي فرض نفسه على الساحة الدولية وقتها ولم يكن بإمكان الدبلوماسية الجزائرية بعد الاستقلال أن تكون لها مكانة وتأثير لولا الثورة المجيدة".

وإنتزعت الجزائر مكانة مرموقة بين الأمم بفضل قوة عقول رجال وطنيين، تمكنوا من تدويل القضية وإسماع صوت شعب مقهور يناضل من أجل نيل حريته، ما دفع من الجنرال شارل دوغول إلى وصف الأمم المتحدة، التي يعد أحد مؤسسيها، ب"الشيئ القديم".

المكانة المرموقة للثورة المجيدة جعلت من الجزائر ودبلوماسيتها بعد الاستقلال، محطة لحركات التحرر عبر العالم ومثالا يقتدى به حيث فتحت أبواب التحرر لعديد الدول في إفريقيا وآسيا.

كذلك، لعبت الجزائر بفضل سمعة الثورة المرموقة — يقول المجاهد سويباس الذي عمل في عديد الدول كدبلوماسي، منها الصين والاتحاد السوفياتي وأوغندا — دورا أساسيا وفاعلا رئيسيا في حركة عدم الانحياز ومنظمة أوبك وغيرها من الحركات المناهضة للإمبريالية العالمية والمساندة للقضايا العادلة في العالم.

Original Article

عن مصدر الخبر

المصدر

وكالات

Ads Here