عربي ودولي

تونس.. اتحاد كرة القدم يجر نائبا محسوبا على النهضة للقضاء

المصدر

واندلع الخلاف إثر مطالبة ياسين العياري النائب عن كتلة "أمل وعمل" في البرلمان، وزير الرياضة بعزل رئيس الاتحاد على خلفية شبهات فساد تتعلق به.

كما نشر النائب تدوينات على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اتهم فيها وديع الجريء بسوء التصرف المالي والإداري واستغلال منصبه لتحقيق مكاسب للمصلحة الشخصية وهو ما اعتبره الاتحاد محض افتراءات.

وقرر اتحاد الكرة تحويل الأمر للقضاء للرد على ما اعتبره ادعاءات باطلة حسب بيان نشره مساء الأحد، وقال فيه إنه رفع قضية عدلية من طرف الجامعة ورئيسها ضد النائب ياسين العياري لعدة جرائم ارتكبها في حقهم مع مطالبته بالتخلي التلقائي عن الحصانة البرلمانية.

وتابع الاتحاد في بيانه: "تبعا للتدوينات الصادرة عن ياسين العياري عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ولتصريحاته في ما له علاقة بموضوع الجامعة التونسية لكرة القدم ورئيسها وديع الجريء وتبعا لما تضمنته تلك الأقوال من إساءة وتجن صارخ وتعمد لكيل الاتهامات جزافا ومس للأعراض، وهو ما يعتبر تشهيرا لغايات معلومة الدوافع، فقد قرر رئيس الجامعة في حقه شخصيا وفي حق جامعة كرة القدم التشكي جزائيا بالسيد ياسين العياري من أجل تكوين وفاق بقصد الاعتداء على الأشخاص والإساءة إلى الغير عبر الشبكات العمومية للاتصالات والقذف العلني والادعاء بالباطل والإيهام بجريمة".

وفي السياق ذاته، دعا الاتحاد النائب ياسين العياري إلى تحمل مسؤولية أفعاله وعدم التستر وراء الحصانة للإفلات من ذلك ومطالبته بالتخلي تلقائيا عن الحصانة البرلمانية.

بدوره مضى نائب البرلمان في التأكيد على امتلاكه لعديد الوثائق والمؤيدات التي تدين رئيس اتحاد الكرة وعددا من معاونيه في ارتكاب جرائم فساد واستغلال نفوذ مضيفا أن هدفه من إثارة تلك الملفات هو محاربة ظاهرة الفساد الرياضي في البلاد.

واستأثرت "الحرب المعلنة" بين المسؤول الأول عن الكرة التونسية ونائب البرلمان المقرب من حركة النهضة باهتمام متزايد في الأوساط الرياضية والسياسية، واعتبر عدد من الملاحظين أن القضية لا تعدو أن تكون "تصفية حسابات سياسية وحزبية" ومحاولة من بعض الأحزاب لإعادة التموقع في الساحة السياسية في الفترة الراهنة خصوصا أن النائب ياسين يبدو طرفا مقربا من حركة النهضة.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي هشام حاجي، إلى أن تدخل نائب البرلمان في أية مسألة يعطيها بالضرورة بعدا سياسيا فما بالك حين يتعلق الأمر بكرة القدم وبشخصية كرئيس الاتحاد وديع الجريء.

وقال حاجي لسكاي نيوز عربية: "من المؤكد أن لهذه القضية تداعيات على المشهد السياسي ذلك أن وديع الجريء يجيد اللعب على حبال السياسة بل رشحه عدد من الأحزاب لرئاسة الحكومة و هذا ما يمنح لتحرك ياسين العياري بعدا سياسيا لا يمكن تجاهله".

وفي المقابل يرى ملاحظون أن رئيس للاتحاد التونسي لكرة القدم يحظى بدعم حركة النهضة ويتمتع بحصانة من قبل رئيسها راشد الغنوشي الذي يرأس البرلمان، واستنكر عدد من النشطاء أن تكون النهضة قد اخترقت الكرة في تونس مطالبين بالفصل بين السياسة والرياضة.

جدير بالذكر أن النائب بالبرلمان ياسين العياري وهو ناشط سياسي ومدون ومهندس شبكات إعلامية، فاز في انتخابات البرلمان في 2018 ثم 2019 وهو نائب شعب عن قائمة أمل وعمل المستقلة لكنه يوصف في الساحة السياسية بأنه مقرب جدا لحركة النهضة.

وتشهد علاقة الاتحاد التونسي لكرة القدم ببعض الأندية والمسؤولين توترا شديدا بسبب ما اعتبروه "تعسفا في تسليط عقوبات مجحفة في حق الأندية التي لم تعلن ولاءها له وإمعانا في التفرد بالقرارات داخل الاتحاد."

وفي 17 أكتوبر الجاري، اتخذ اتحاد كرة القدم عقوبة وصفت بالتاريخية في حق نادي هلال الشابة الناشط بالدرجة الأولى وذلك بتجميد عضويته وإنزاله للدرجة الرابعة بذريعة عدم خلاص رسوم التسجيل في الموسم الجديد 2020 ـ 2021.

وأفرز القرار ردود فعل عنيفة في الأوساط الرياضية والاجتماعية في مدينة الشابة (وسط البلاد ) وأسفر عن أعمال عنف وتخريب وإغلاق للطرقات احتجاجا على العقوبة الظالمة في حق ناديهم على حد وصفهم.

وقبل ذلك كان رئيس الاتحاد التونسي للعبة وديع الجريء دخل في سجال ساخن مع مواطنه طارق بوشماوي عضو المكتب التنفيذي للفيفا وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) بعد أن طالب الأخير اتحاد الكرة بتزكيته من أجل الترشح لمنصب رئيس لـ "كاف" ولكن الجريء أعلن عدم تزكية مواطنه في انتخابات الجمعية العمومية المقرر انعقادها في 12 مارس 2021 في العاصمة المغربية الرباط.

Original Article

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here