تقارير

توربينات رياح تولد الكهرباء أثناء العواصف

المصدر

يمثل نقص إمدادات الطاقة الكهربائية؛ إحدى المشاكل التي تعانيها جزر عدة في أرخبيل الفلبين، ويزداد الأمر سوءاً؛ كلما اجتاحت أعاصير البلاد. ففي أعقاب الكارثة الطبيعية، حين يكون الناس في أمس الحاجة للكهرباء، يكون الحصول عليها شبه مستحيل، إلا أن مهندسين في منطقة أخرى معرضة للكوارث اقترحوا حلاً لهذه المشكلة؛ ففي طوكيو، أقامت شركة «تشالينرجي» الناشئة، توربين رياح صُمم خصيصاً؛ لتوليد الكهرباء في المناطق المعرضة للأعاصير. ورأى أتسوشي شيميزو، مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي، أن المكان الأمثل لوضع هذه التوربينات القوية هو بمحافظة سامار الشرقية في الفلبين؛ حيث الطاقة الكهربائية شحيحة.

لكن شيميزو استلهم الفكرة من كارثة طبيعية أخرى كان لها تداعيات جسيمة على الشعب الياباني، ففي عام 2011، وقع زلزال توهوكو المدمر قبالة الساحل الشرقي لليابان، وترافق مع موجات مد عاتية، اجتاحت محطة فوكوشيما دايتشي النووية، وأدت إلى انصهار قلب ثلاثة مفاعلات نووية. ودفعت خسائر كارثة فوكوشيما الجسيمة، الحكومة اليابانية إلى البحث عن مصادر بديلة للطاقة النووية؛ إذ كانت اليابان تمتلك 54 مفاعلاً نووياً توفر ثلث احتياجاتها من الكهرباء. واليوم، تمتلك اليابان 33 مفاعلاً، إلا أن 24 من تلك المفاعلات ما تزال مغلقة، وعندما وقع الزلزال، كان شيميزو يعمل في شركة لتصنيع أجهزة الاستشعار، ورأى أن بلاده تحتاج إلى مصادر بديلة لتوليد الكهرباء عوضاً عن الطاقة النووية.

وبعد بحث طويل اكتشف شيميزو أن اليابان لديها فرصة سانحة لاستغلال طاقة الرياح، على الرغم من أنها تمتلك عدداً قليلاً للغاية من توربينات الرياح؛ إذ تولد طاقة الرياح 1.5 في المئة فقط من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في اليابان.

وتقول يوكو كوباياشي، مديرة المشروعات بشركة «ويند ديفلوبمنت»، إحدى أكبر مطوري مزارع الرياح باليابان، إن ثمة عوائق عديدة عرقلت استغلال طاقة الرياح في اليابان؛ أهمها الأعاصير. فقد تسبب إعصار هاجيبيس في عام 2019، الذي كان واحداً من أقوى الأعاصير التي تضرب البر الرئيسي الياباني منذ عقود، في قطع الكهرباء عن 270 ألف منزل، وخلّف خسائر تتجاوز 15 مليار دولار.

لكن في هذه الظروف المناخية يأمل شيميزو أن يتحمل تصميمه سرعات الرياح الشديدة، ويسخر قوتها؛ لتوليد الكهرباء أيضاً. ولتحقيق ذلك، يخطط شيميزو لاستخدام توربينات ذات تصميمات مختلفة تماماً عن التوربينات التقليدية. ويبلغ سعر توربين «تشالينرجي» 250 ألف دولار، في حين أن سعر توربينات الرياح التقليدية ذات نفس القدرة الإنتاجية قد يبلغ عشرات الآلاف من الدولارات.

وقد تحتاج الفلبين، التي تعد أكثر البلاد تعرضاً للأعاصير في آسيا، لهذه التوربينات؛ لأسباب أخرى أيضاً؛ إذ تنتشر في الفلبين مولدات صغيرة تعمل بالديزل؛ لكن شحن الديزل من جزيرة لأخرى يرفع تكاليف الكهرباء، ولا سيما في الجزر النائية.

(بي بي سي)

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here