تقارير

تعليمٌ للألفية

المصدر

صفية الشحي

حتى اللحظة يبقى سؤال البنية التحتية التعليمية والتكنولوجيا قائماً في كثير من الأماكن حول العالم، فقد مُني قطاع التعليم العالمي بالكثير من الخسائر خلال الجائحة، وحسب تقرير الأمم المتحدة الصادر في أغسطس ٢٠٢٠ تحت عنوان «ملخص سياسات التعليم خلال كوفيد ١٩ وما بعده» وصل عدد الطلبة الذين تأثر تعليمهم بهذه الظروف إلى ١.٦ مليارات في أكثر من ١٩٠ دولة، تصل نسبة من ينتمون إلى الدول ذات المستوى الاقتصادي المتوسط أو دونه إلى ٩٩٪، أما عدد غير القادرين على متابعة تعليمهم فيقدر ب ٢٣.٨ ملايين طالب وطالبة.
إن هذا الوضع الكارثي يحتاج إلى تضافر الجهود الدولية وتنفيذ التوصيات التي تنص على ضرورة حماية المنظومة الاقتصادية الداعمة للتعليم، تعزيز فرص الاستدامة والمقاومة في الأنظمة الإدارية واللوجستية، البحث عن فرص من خلال الحلول التقنية والتكنولوجية المستحدثة عبر شراكات أكثر صموداً أمام مثل هذه الأزمات، والعمل على رفع مستويات مقدمي الخدمة التعليمية عبر مشاريع للتطوير المهني للمدرسين إضافة إلى تزويدهم بالأدوات اللازمة لمتابعة القيام بمهاهم السامية.
أحد المشاريع العالمية التي يمكن طرحها كأنموذج رائد في تعليم طلبة القرن الجديد هو نظام «ألف للتعليم» الذي تم تأسيسه عام 2016 ليلبي احتياجات المدارس الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة بالاستناد إلى حلول الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتطورة من المرحلة الأساسية وحتى الثانوية، وقد استفاد من هذا المشروع ٢٠٦ مدارس وأكثر من ستين ألف طالب في الدولة، كما أن هذه المنصة التعليمية التي توفر خدماتها في ثلاث دول، حافظت على الرهان رغم ظروف الأزمة واحتفلت بالتميز خلالها عبر «جائزة ألف للتعليم» خدمة للمعلم والطالب وولي الأمر والقيادي التربوي على حد سواء.
إن الطلبة حول العالم يعيشون تحت طائلة ظروف من العجز الاقتصادي والصحي، تقابلها على النقيض تحديات تتمثل في الوفرة التكنولوجية بين أيدي الجيل الجديد، وكل ذلك يستدعي حراكاً دولياً أساسه الجودة والكفاءة والابتكار والمواءمة، وهي الركائز التي قامت عليها استراتيجية الإمارات الوطنية للتعليم ٢٠٣٠، المبنية على البحث التنافسي، الاستثمار في المعرفة وهيكلة المسارات التعليمية المختلفة باستخدام أدوات العصر الحديث.
وسواء كان الخيار التعليمي هجيناً، ممنهجاً إلكترونياً أوتفاعلياً، فكلها أنواع تمثل وجوهاً لعملية أساسية يجب أن تصب كل نتائجها في صالح المتعلم بالدرجة الأولى، «مواطن الألفية» المنتمي إلى جيل يملك من الطموح والفضول الكثير، مما يجب أن يتم توجيهه لما هو في صالح هذه الإنسانية واستدامة مواردها البشرية والمعرفية قبل كل شيء.

safia.alshehi@gmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here